يقول القديس برنردينوس: أن مريم البتول كانت عند مشاهدتها طفلها الإلهي تتأمل في أن قوة القديسين وبرجهم الحصين كان يلزمه أن يحصل منازعاً مدنفاً على الموت. وأن جمال الفردوس السماوي ونعيمه كان عتيداً أن ينظر لا جمال له ولا صورة، بل تشاهد صورته مهانةً. وأن سيد العالم ورب الكائنات كان مزمعاً أن يربط مقيداً كمجرمٍ. وأن خالق البرايا بأسرها كان عتيداً أن يلطم ويجلد. وأن قاضي القضاة وديان العالمين كان مزمعاً أن يحاكم ويقضى عليه بالموت. وأن مجد السماوات وزينتها كان عتيداً أن يحتقر ويهان. وأن سلطان السلاطين وملك الملوك كان مزمعاً أن يكلل بأكليلٍ من شوكٍ. وأن يعامل بالأستهزاء كأنه ملكً للسخرية.*