|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
"الرب يعينه على سرير وجعه؛ صرفت مضجعه كله في مرضه" [3]. الصدقة تعين المؤمن الحيّ على التمتع بالشفاء الروحي والجسدي، ليس ثمنًا لعمله، وإنما الله الرحوم يهب مجانًا نعمته لمن يعلن عن قبولها بتقديم الحب والرحمة للغير (مت 5: 7). يرى القديس أغسطينوس أن السرير هنا هو ضعف الجسد الروحي، فالنفس المُتعبة بالخطية تجد لذتها في ملذات الجسد كما على سرير مريح... لكنه سرير ألم ومرض. والرب في حنانه يطلب منه أن يقوم ليحمل سريره ويمشي إلى بيته (مر 2: 11). بمعنى آخر يهب النفس قوة القيامة، فلا يحملها الجسد في ملذات باطلة، بل بالروح تحمل الجسد في قدسية ونقاوة. لتنطلق إلى البيت السماوي، وتجد راحتها في حضن الآب. وكأن العطاء يهبنا فرصة التمتع بعمل الله المجاني، فيه نقوم من فراش جسدنا وننطلق بكمال الحرية كما بجناحي الحمامة نحو السمويات. هذه هي بركات العطاء أو قل الحب العملي: ينقذنا الله من يوم السوء أي يوم الدينونة، مُحولًا إيّاه إلى يوم الرب المفرح، أو يوم العرس الأبدي؛ يحفظنا الرب من الضيقات ويهبنا الحياة الجديدة فيه، يحول أرضنا إلى سماء مفرحة، ويقيمنا من سرير الشهوات الزمنية لننطلق بروحه القدوس إلى الراحة الحقة في السمويات. بهذا أيضًا نكون قد تحررنا من العدو الشرير إبليس وكل أعماله لننعم بأبوة الله العاملة فينا، ويكون لنا موضع في أحضانه الإلهية. |
|