|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
سلطة يسوع الإلهيّة فقال لهم يسوع: "وأنا لا أقولُ لكم بأيّة سلطانٍ أعمَلُ هذه الأعمال" (مرقس ١١: ٣٣) هنالك عدد صغير جدًا من الأشخاص الذين يَظهرُ لهم الله من خلال المعجزات. لذا، يجب الإستفادة من هذه الفرص، كونه لا يخرج من سرّ الطبيعة التي تحجبُه إلاّ لإثارة إيماننا على خدمته بقناعة وحماسة شديدة، ومعرفته معرفة تامة وبثقةٍ أكبر "يا ربُّ زدنا إيمانًا" (لوقا ١٧: ٥). لو كان الله يكشف عن نفسه للبشر بشكل مستمرّ، لما كان لنا الفضل في الإيمان به، ولو كان لا يكشف عن نفسه على الإطلاق، لما كان هنالك أيّ إيمان "بالإيمان نُدرِكُ أن الْعَالَمِينَ أُنشئَت بكلمةِ الله، حتى إنَّ ما يُرى يأتي ممّا لا يُرى" (عبرانيين ١١: ٢). لكنّه غالبًا ما يختفي، ونادرًا ما يَظهر للذين يُريد أن يحوّلهم إلى خدمته. هذا السرّ الغريب العجيب، الذي احتجبَ خلفه الله، والغامض بنظر البشر لقلةِ إيمانهم، هو درس مهمّ لحَملِنا إلى الوحدة بعيدًا عن نظر وكلام البشر. لقد بقي مخفيًّا خلف ستار الطبيعة التي حجبَته عنّا، حتّى التجسّد "فَلَمَّا تمّ الزمان، أرسلَ الله ابنَهُ مولوداً لآمرأةٍ" (غلاطية ٤: ٤). وحين وجبَ عليه الظهور، اختبأ أكثر فأكثر خلف ستار البشريّة. لقد كان معروفًا حين كان غير مرئي أكثر ممّا أصبح عليه حين صارَ مرئيًا. وأخيرًا، حين أرادَ أن يفي بالوعد الذي قطعَه لتلاميذه بأن يبقى مع البشر حتّى مجيئه الثاني "وهاءَنذا معَكم طوال الأيام إلى نهايةِ العالم" (متى ٢٨: ٢٠)، اختارَ أن يبقى وسط السرّ الأغرب والأكثر غموضًا، أيّ سرّ الإفخارستيّا "القربان المُقدّس". هذا هو السرّ الذي سمّاه القدّيس يوحنّا في سرّ الرؤيا "المنّ الخفيّ" (رؤيا ٢: ١٧)؛ وأعتقد أنّ أشعيا كان يراه بهذه الحالة، حين قالَ بروح النبؤة: "إنّكَ لإله مُحتجِب" (أشعيا ٤٥: ١٥). |
|