|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
إستجابته لصرخات الصديقين: لعل أعظم ما يتمتع به الصديقون وسط الضيق إدراكهم إستجابة الله لصراخهم، وإحساسهم أنهم موضع إهتمامه، يخلصهم من جميع شدائدهم الروحية والنفسية والجسدية. يعرف احتياجاتهم وأشواقهم ويسد كل أعوازهم، يهبهم نعمة الخلاص، مكللًا حياتهم بالنصرة المستمرة. حقًا يسمح لهم بالضيقات لكنه لن يسد أذنيه عن صوت صلواتهم الجادة المتضعة والمملؤة ثقة فيه. يفرح بصوتهم الواثق فيه، ويفرحون هم باهتمامه بهم. يقترب إليهم جدًا، ويعلن سكناه داخلهم، فتخلص نفوسهم، إذ يقول المرتل: "الصديقون صرخوا والرب إستجاب لهم، ومن جميع شدائدهم نجّاهم، قريب هو الرب من المنسحقي القلب، والمتواضعين بالروح يخلصهم" [17-18]. * "قريب هو الرب..." يتجه الله نحونا، حتى أنه يستجيب لنا قبلما ندعوه. أذناه مفتوحتان لنا، يأخذ صلواتنا مأخذ الجد. * الله عالٍ، ويليق بالمسيحي أن يكون متواضعًا إن أراد أن يكون الله المتعالي قريبًا منه. عليه من جانبه أن يتضع وينسحق. اتضعوا فينزل إليكم. القديس أغسطينوس * يقول الرسول: "أعرف أني أتضع" (في 4: 12). الاتضاع بجهل لا يستحق المديح، إنما الاتضاع الحامل وداعةً ومعرفةً للذات هو الذي يُمدح. لأن ثمة اتضاع يُبنى على الخوف، وآخر يقوم على افتقار في الخبرة وعلى الجهل، لهذا يقول الكتاب: "والمتواضعين بالروح يخلصهم". القديس أمبروسيوس |
|