|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الخادم لازم يصارع مع الله مثال ذلك الموقف العجيب الذي وقفه النبى، لما أخبره الله أنه سيهلك الشعب إذ عبدوا العجل الذهبي.. حينئذ شفع فيهم موسى بكل غيرة، طالبا من الله أن يغفر لهم فلا يهلكوا ووصل في حماسة أنه قال: " لماذا يا رب يحمى غضبك على شعبك؟!.. والآن إن غفرت خطيتهم، وإلا فامحنى من كتابك الذى كتبت " خر 32: 11، 32). أى أنه يقول: لا أريد أن أدخل الملكوت وحدى. فإما أن تغفر لهؤلاء، وإما أن أهلك معهم إن هلكوا، وتمحو اسمى من كتابك الذي كتبت..!! انظروا إلى أية درجة وصلت محبة موسى وغيرته، لذلك فإن الله – قبل أن يعاقب - قال له: " أتركنى ليحمى غضبى عليهم وأفنيهم، وفأصيرك شعبًا عظيمًا" (خر 32: 10). وأنا أقف منذهلًا أمام كلمة " إتركنى " يقولها الرب لموسى، كما لو كان موسى ممسكًا به لا يدعه يفعل..! تقول له: "إتركنى "؟! ومن الذي يمسكك يا رب؟! وما الذي يمنعك، وأنت الإله القادر على كل شئ؟! إنها محبة موسى للشعب، وغيرة موسى على خلاصهم، تمسك بالرب، تمنعه من إفنائهم.. هوذا موسى يقول له: إرجع يا رب عن حمو غضبك، واندم على الشر بشبعك.. إذكر إبراهيم واسحق.. " خر 32: 12، 13) " لماذا يتكلم المصريون قائلين: أخرجهم بخبث ليقتلهم في الجبال، ويفنيهم عن وجه الأرض؟! (خر 32: 12). هذا هو الصراع مع الله: فيه تضرع، وشفاعة، وفي منطق واقناع، وفيه حب للناس، وفيه إمساك بالرب (ومنعه) عن إهلاكهم..! كنت وأنا طفل صغير ضئيل المعلومات، أظن أن يعقوب أبا الآباء هو الوحيد الذي صارع مع الرب وقال له: "لا أتركك إن لم تباركنى" (تك 32: 26). ولكن هوذا موسى يقول يقول له أيضًا " لا أتركك".. |
|