|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
نحن نحيا في العالم نحن نحيا في العالم ، نعيش وسط الناس في الحياة التي حولنا . احداث العالم تؤثر فينا ، الناس تتعامل معنا ، الحياة تحيط بنا . والعالم والناس والحياة تتطلع الينا وتراقبنا كمسيحيين نحيا بينهم . ونخطئ احيانا ً ونحن نحاول ان نجامل ونسالم ونشابه ونذوب وسطها . في صلاة المسيح قبل ان ينطلق قال : " لَسْتُ أَنَا بَعْدُ فِي الْعَالَمِ ، وَأَمَّا هؤُلاَءِ فَهُمْ فِي الْعَالَمِ ....... حِينَ كُنْتُ مَعَهُمْ فِي الْعَالَمِ كُنْتُ أَحْفَظُهُمْ فِي اسْمِكَ. الَّذِينَ أَعْطَيْتَنِي حَفِظْتُهُمْ ، ........... أَنَا قَدْ أَعْطَيْتُهُمْ كَلاَمَكَ ، وَالْعَالَمُ أَبْغَضَهُمْ لأَنَّهُمْ لَيْسُوا مِنَ الْعَالَمِ ، كَمَا أَنِّي أَنَا لَسْتُ مِنَ الْعَالَمِ ، لَسْتُ أَسْأَلُ أَنْ تَأْخُذَهُمْ مِنَ الْعَالَمِ بَلْ أَنْ تَحْفَظَهُمْ مِنَ الشِّرِّيرِ." ( يوحنا 17 ) فالمسيح لا يريدنا ان نترك العالم أو نؤخذ منه بل ان نبقى في العالم . بالعكس اعطانا المسيح مهمة ً وتكليفا ً وارسالية ً عظمى أن نذهب الى العالم اجمع ونكرز به وبصليبه ِ للخليقة جميعها ، فنحن في العالم حسب مشيئة الله وقصده ِ . وتنفيذا ً لقصده ِ وتحقيقا ً لمشيئته ِ علينا ان نقدم للعالم المسيح والصليب . والمسيح لم يأتي مصلحا ً اجتماعيا ً أو معلما ً لمبادئ واخلاقيات لتعديل العالم . المسيح جاء ليخلّص العالم ويغيّر الانسان ، جاء ليفدي ويبدّل . وعلينا ان نتبع طريقه ونقدم رسالته بكل وضوح ٍ وامانة ٍ وصدق . بعضنا يخشى ان يرفض العالم الصليب فيحاول ان يخفف من معناه وهدفه . الصليب موت ٌ عن العالم وحياة ٌ جديدة لله في المسيح يسوع . حمل المسيح الصليب وسار طريق الالم والعار الى الجلجثة مباشرة ً . ونحن مثل بولس الرسول نفتخر بهذا الصليب الذي به خلصنا . يقول بولس الرسول : " وَأَمَّا مِنْ جِهَتِي ، فَحَاشَا لِي أَنْ أَفْتَخِرَ إِلاَّ بِصَلِيبِ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ ، الَّذِي بِهِ قَدْ صُلِبَ الْعَالَمُ لِي وَأَنَا لِلْعَالَمِ." ( غلاطية 6 : 14 ) الصليب الذي نقدمه هو نفس صليب المسيح الذي تسمر عليه ، صليب ٌ جاف ٌ حاد نقدمه للعالم كما هو ، لا نجمّله او نزيّنه . الصليب رمز الموت به صُلب العالم لنا ونحن للعالم . لا تخشى ان تقدم الصليب ، لا تساير العالم واهل العالم وتخفف من معناه وقصده . لا بد ان يموت الانسان مع المسيح ليحيا ايضا ً معه . هكذا بلا مواربة . بهذه الطريقة وحدها ، بالصليب ، يخلص العالم . |
|