|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
إلى راهبة تسأل عن مَثَلٍ يشبه ملكوت السّماوات خميرةً... قال الرّبّ: «يُشْبِهُ مَلَكُوتُ السَّمَاوَاتِ خَمِيرَةً أَخَذَتْهَا امْرَأَةٌ وَخَبَّأَتْهَا فِي ثَلاَثَةِ أَكْيَالِ دَقِيق حَتَّى اخْتَمَرَ الْجَمِيعُ». (متّى 13: 33). تريدين التَّعَمُّقَ بسرّ هذه الكلمات أيّتها الأخت المُحِبَّة للّه. بالحقيقة، يوجد سرٌّ روحيٌّ عظيمٌ مُستَتِرٌ في هذه الكلمات. بالنّسبة للذهن الجسديّ، يبدو هذا المَثَلُ بسيطًا للغاية. بَيْدَ أنّ هذا الفهم الّذي ينبع من الرّوح القدس ، يتعذّر على الذّهن الجسديّ بُلوغَه، فعلى المرء التَّعَمُّق روحيًّا في معنى هذه الكلمات. وإذا كان للمرء أن يتعمّق به روحيًّا، كما فعل الآباء القدّيسون، فهذا المَثَلُ يظهر على النّحو التّالي: الخميرة تشير إلى الرّوح القدس؛ والمرأة تشير إلى النّفس البشريّة؛ فعل الأخذ والتّخبئة يعني أن نأخذ من الله وأن نضع ما ننال في داخل أنفسنا؛ الأكيال الثّلاثة ترمز إلى قوى النّفس الثّلاث: الذّهن والقلب والإرادة؛ أمّا الدّقيق يرمز إلى هذه الثّلاث في حالتهم الطّبيعيّة؛ «حَتَّى اخْتَمَرَ الْجَمِيعُ» تشير إلى أنّه يجب على الجميع أن يختمر، أيّ أن يسكن فيه الرّوح القدس. وبكلماتٍ أخرى، عندما تصبح نفس الإنسان مستحقّة، فهي تأخذ من خالقِها روحَه القدوس . وبعد أن تنال النفس الروح القدس، تحتفظ به في الذّهن إلى أن يصبح الذّهن متألِّهًا، ومن ثمّ تحتفظ به في القلب إلى أن يصبح القلب متألِّهًا؛ تحتفظ به في إرادته إلى أن تصبح الإرادة متألّهةً. تحتفظ به في هذه «الأكيال» الثّلاثة في آنٍ معًا، حتّى تصبح النّفس بِجُملَتِها متألّهةً. إذ ذاك، حين يتألّه الكلّ (أي الذهن والقلب والإرادة)، تستنير النّفس وترتفع مثل العجينة المختمرة. وبذلك، تغتني النفس روحيًّا وتتقدّس، وتكون عندئذٍ قادرةً على إحياء الجسد أيضًا، وتمنحه ولادةً جديدةً وتقدّسه. أليسَ هذا هو ملكوت السّماوات؟ أليسَ هذا مَثَلًا رائعًا؟ سلامٌ ونعمةٌ لكِ من الرّبّ. (القديس نيقولاي فيليميروفيتش) |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
يوحنّا المعمدان كان يبشّر باقتراب ملكوت السّماوات |
يشبه ملكوت السماوات حبّة خردل |
لحياة في ملكوت الله يشبه المغامرة |
ملكوت الله لا يشبه ممالك الأرض |
ملكوت السماوات يشبه - الوليمه |