|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
سؤال للقديس نيقولاي فيليميروفيتش، من خادزي جوفانو، الذي يسأل: «ما هو الأهمّ لخلاص النّفس؟» يجيب القديس نيقولاي: سأطرح عليك سؤالاً بالمِثْلِ يا رفيقي العزيز، وستكون الإجابةُ التي تعطيني إيّاها الإجابةَ على سؤالك أيضاً. ما هو الأهم بالنّسبة لطفلٍ حديث الولادة؟ ربّما الطّعام، أو الدّفء، أو الاستحمام، أو الرّعاية؟ ربّما ستجيب أنّه يحتاج إلى كلّ واحدة من هذه الأمور. في الواقع، سيكون عليك التَّسليم بأنّ هذه الأمور كُلَّها هي ضروريّة لنموّ الطّفل السّليم. هكذا أيضاً، فإنّ نفس الإنسان التي تستيقظ من سُبات الخطيئة وتتوب، تشبه طفلاً حديث الولادة. دعونا نستذكر ما قاله المسيح لِنيقوديموس: يَنْبَغِي أَنْ تُولَدُوا مِنْ فَوْقُ (يوحنّا 3 : 7). تحتاج النّفس المولودة حديثاً إلى أن تغتذي من تعاليم المسيح؛ تحتاج لأن تتطهّر بالصّوم والصّلاة؛ تحتاج إلى دفء المحبّة تجاه خالقِها ، وتحتاج إلى أن تحفظ أفكارها ورغباتها من سهام الهلاك. أَلَمْ يوصينا المخلّص من خلال رُسُلِهِ: إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَنِي فَٱحْفَظُوا وَصَايَايَ؟ وهو لم يقل أن نتمّم وصيّةً واحدةً فقط، بل أن نتمّم الوصايا، أيّ جميعها. وصايا المسيح – هي ليست مجرّد فعلٍ واحدٍ، عملٍ واحدٍ، بل هي أعمال متعدّدةٌ. أنتَ بُستانيٌّ ذو خبرةٍ، وتعرف مقدار الجُهدِ الذي تتطلّبه زراعة الخُضار. فأنتَ لا تترك نبتةً واحدة من دون أن تعتني بها. كيف لا يَسَعُنا إذاً أن نجتهد من أجل نفسنا ، التي هي كنزنا الوحيد الذي لا يستطيع القبر نفسه إهلاكها؟ لقد اقتنيتَ حديقةً في أورشليم. فهذه ليست إحدى وصايا الله، ومع ذلك، فقد قمتَ بهذا العمل بدافع محبّتكَ لله ومن أجل خلاص نفسكَ. كيف يمكننا إذاً أن نزدري حتّى ولو واحدة من وصايا مخلِّصنا باعتبارها شيئاً غير ذي أهمّيّة؟ سلامٌ وفرحٌ لكَ من الرّبّ. |
|