|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
فأَثْنى السَّيِّدُ على الوَكيل الخائِن، لِأَنَّه كانَ فَطِناً في تَصَرُّفِه. وذلِك أَنَّ أَبناءَ هذهِ الدُّنيا أَكثرُ فِطنَةً مع أَشباهِهِم مِن أَبْناءِ النُّور تشير عِبَارَة "أَثْنى" إلى امتداح السيِّد الوَكيل الخائن، لا في تبذيره الأموال، ولا في ظلمه، ولا في خيانته، حيث أنَّ الخيانة مذمومة مهما كانت ومِن مَن صدرت، وإنما امتدحه في حكمته وفطنته بكسبه أصدقاء له واهتمامه بالحياة المقبلة ولتدبيره الذكيّ في تفادي كارثة شخصيّة وتأمين معيشته المستقبليّة، إذ عرف كيف يستعمل المال لخدمة الآخرين آملا أن يُحسنوا إليه كما أحسن هو إليهم. فكَّر الوَكيل أن يكون له أصدقاء يلجأ إليهم حينما يأخذ منه سيده الوَكالَة؛ فالمديح يخصَّ ذكاء وفطنة تصرف الوَكيل، وليس عدم نزاهته. فيسوع لا يمتدح عمل الشر بحد ذاته، بل يمتدح الذكاء والفطنة في الخروج من المأزق: شطارة الوَكيل في الاعتناء بنفسه من خلال خصم ديون الأجراء الذين سيعتنون به بدورهم عندما يكون بحاجة إليهم ويكونون له خشبة النجاة في المستقبل. |
|