|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الله يبحث عن الخاطئ ومثل الدرهم الضائع (لوقا 15: 8-9) كما أنَّ المرأة لا ترضى أن تفقد درهما واحدا، ولم يهدأ لها بال حتى أعادت الدرهم الضائع إلى باقية الدراهم العشرة كذلك الله، قلبه الرحيم لا يقبل أن يهلك إنسان واحد بل يبحث عنه حتى يعود إلى باقي الأبرار؛ فالله يريد خلاص جميع البشر كما جاء في تعليم بولس الرسول "إِنَّه يُريدُ أَن يَخْلُصَ جَميعُ النَّاسِ ويَبلُغوا إلى مَعرِفَةِ الحَقّ"(1 طيموتاوس 2: 4). الإنسان في نظر الله أغلى وأثمن من ذهب العالم كله. وجد رعاة النفوس ينبوعًا حيًا للحب الرعوي الصادق في محبة الآب للإنسان، ويُعلق القديس يوحنا الذهبي الفم "يبدو لي أنه يجب الاقتداء بالراعي الذي له التسعة والتسعون خروفًا لكنه أسرع وراء الخروف الضَّالّ. لست أريد أن يخلص الكثيرون، بل الكل، فإن بقي واحد في الهلاك أهلك أنا أيضًا". يرغب الله في خلاص الإنسان الخاطئ أو الضائع في عودته أولا للعيش في أخوة لا تستثني أحداً: فريسيًا كان أم عشارًا، بارًا أم خاطئًا؛ فالجميع مدعوون ليكونوا عائلة جديدة حيث يوجد مجال للجميع. إننا جزء من عائلته وإنه لن يتركنا بل هو معنا. وعندها يعطي يسوع حياته للجميع حتى يتمَّ جمع شمل الإنسانية، المُشتَّتة والمُنقسمة، مرة أخرى في عائلة الله الواحدة، دون انقسامات وتهميش وفصل وعزل وتصنيفات التي تؤدي إلى التفرقة: هنا الصالحون وهنا الأشرار، هنا الأبرار وهنا الخطأة. ويعلق البابا فرنسيس "أن يسوع لا يقبل هذا، أي ثقافة النعت وتعريف الأشخاص بالصفات، بينما اسم الشخص هو مَن هو وماذا يفعل، ما هي أحلامه وبماذا يشعر في قلبه". نظرة الله هذه، والتي يقول لنا جميعا عبرها إننا جزء من عائلته وإنه لن يتركنا بل هو معنا. المثلان متوازيان وهما يوحيان ببحث الله الآب عن الخاطئ وعودته ليفرح به. ويعلق القدّيس أوغسطينوس " فقد كنّا تِهنا إلى غير عودة لو لم يقمْ الله بالتفتيش عنّا وإيجادنا... " (عظات عن القدّيس يوحنا، الرقم 7). |
|