اذاً نواجم أثمار سر الفداء هذه قد توزعت في العالم بيد مريم الطوباوية، وهي وجدت القناة التي بواسطتها قد جرت نعمة التقديس ليوحنا الجنين في أحشاء والدته. ونعمة الأمتلاء من الروح القدس للبارة أليصابات، ونعمة روح النبؤة للكاهن زخريا والد السابق، وبركاتٌ أخرى كثيرة قد استوعب منها ذاك البيت، وهذه هي النعم الأولى التي نعرفها أنها أعطيت في الأرض من الكلمة الأزلي بعد تأنسه. فاذاً عادلٌ جداً هو الإيقان من دون ريبٍ، في أن الله منذ ذلك الحين قد أقام مريم البتول وعينها بصفة قناةٍ أو مجرى عام للنعم، كما يسميها القديس برنردوس. وبواسطة هذه القناة قد جرت وتجرى إلينا بعد ذلك كل النعم الأخرى. التي يريد الرب أن يوزعها علينا. حسبما برهنا عن هذه القضية في الفصل الخامس من القسم الأول من مؤلفنا الحاضر.*