|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
لأَنَّ آثامِي قَدْ طَمَتْ فَوْقَ رَأْسِي. كَحِمْل ثَقِيل أَثْقَلَ مِمَّا أَحْتَمِلُ. طمت: غطت وارتفعت. تأمل داود في خطاياه فوجد أنها كثيرة، فهو إن كان قد سقط في الزنا والقتل ولكنه فكر أن خطاياه متعددة الآثار. فقد أعثر وأسقط إمرأة أوريا، وكذلك كانت خطيته خيانة لزوجاته، بالإضافة إلى أنه أخطأ نحو الله ونحو جسده، وكذلك صار قدوة سيئة ليوآب رئيس جيشه، وكثيرين حوله ممن علموا بالأمر، وأساء نحو أحد قادة جيشه وهو أوريا، كما أنه أعثر يوآب وجعله يشترك معه في قتل أوريا، وخان جيشه المحارب عنه ... فشعر أنه لم يخطئ خطيتين فقط، بل خطايا كثيرة قد ارتفعت فوق رأسه وغطت كل كيانه. إنه بالحقيقة إنسان تائب من كل قلبه، يعرف كيف يحاسب نفسه. إن الخطية التي تبدو لذيذة في لحظتها تضغط على الإنسان، وتنخس ضميره، وتؤثر على كل كيانه. فالحكيم يحترس من أية خطية مهما كانت جاذبيتها. الإنسان المتضع يخفض رأسه، فلا يتعب من ثقل الخطايا، بل يرحمه الله ويرفعها عنه. أما المتكبر فيشعر بثقلها عليه، ولا يستطيع حملها. الآثام عندما غطت رأس داود، أي أفكار الخطية، أفقدته تمييزه وفهمه، فانساق بلا فهم وسقط في الخطية؛ لذا فحذارى من التسرع في أي تصرف حتى لا تدفعنا الشهوة إلى خطايا كثيرة. |
|