|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
وَقَامَ يَشُوعُ بْنُ يُوصَادَاقَ وَإِخْوَتُهُ الْكَهَنَةُ وَزَرُبَّابِلُ بْنُ شَأَلْتِئِيلَ وَإِخْوَتُهُ، وَبَنُوا مَذْبَحَ إِلَهِ إِسْرَائِيلَ، لِيُصْعِدُوا عَلَيْهِ مُحْرَقَاتٍ كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ فِي شَرِيعَةِ مُوسَى رَجُلِ اللهِ [2]. قام يشوع رئيس الكهنة مع إخوته الكهنة وزربابل مع إخوته، أي رجال الدولة إن صح التعبير، لبناء المذبح حتى يقدموا ذبائح ومحرقات للرب ويترنموا له بالتسبيح، بعد أن طالت مدة حرمانهم من تقديم الذبيحة وتعليق قيثاراتهم على الصفصاف. يشوع هو أول رئيس كهنة بعد السبي. يُذكر اسمه هنا قبل زربابل. لأن العمل هنا خاص بتقديم ذبائح، وهو عمل كهنوتي بحت. بينما في الآية 8 نجد اسم زرُبابل مذكورًا قبل يشوع، لأن العمل خاص ببناء الهيكل، العمل الذي أمر به الملك كورش ويقوم زربابل بتنفيذه. هنا يظهر التدقيق والالتزام بحفظ الشريعة كما تسلمها موسى رجل الله. يشير المذبح إلى الحضرة الإلهية، أو بمعنى أدق إلى المصالحة مع الله خلال الذبيحة. في بناء المذبح اعتراف الشعب بالحاجة إلى التكفير عن الخطايا، وإيمان في مراحم الله غافر الخطايا. في بناء المذبح رمز للصليب، حيث قدم كلمة الله المتجسد حياته ذبيحة لأجلنا. يرى القديس أغسطينوس أن الإيمان هو مذبح القلب الداخلي إذ يقول: [نحن نفهم روحيًا أن الإيمان هو مذبح هيكل الله الداخلي، وإليه يرمز الهيكل المنظور. فكل عطية نقدمها لله سواء نبوة أو تعليم أو صلاة أو تسبحة أو ترنم بالمزامير أو أي عطايا أخرى روحية نابعة عن الذهن لن يقبلها الله إن لم تقدم بإيمان صادق، فتوثق تمامًا وتثبت على هذا المذبح بغير حراك، عندئذ تخرج كلماتنا نقية بلا دنس!] ويتحدث القديس إكليمنضس السكندري عن المذبح الداخلي، فيراه تكريس الجماعة حياتها للصلاة بروحٍ واحدٍ وفكرٍ واحدٍ، إذ يقول: [المذبح السماوي الذي يقوم بيننا هنا هو اجتماع الذين كرسوا حياتهم للصلاة، فيكون لهم صوت واحد وفكر واحد.] |
|