|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
هذا الصعود يصاحبه صعود روحي لا يمكن تحقيقه ما لم يرافقه صاحب المدينة والبيت: "ليكن إلهه معه"، فقد نزل إلينا إلهنا لكي بصعوده يحملنا معه إلى أورشليم العليا، ونستقر في الهيكل السماوي. *الآن (في عيد الصعود) نحن الذين قبلًا حُسبنا غير أهلٍ للبقاء على الأرض رفعنا إلى السماوات. نحن الذين كنا قبلًا غير مستحقين للمجد الأرضي، نصعد الآن إلى ملكوت السماوات، وندخل السماوات، ونأخذ مكاننا أمام العرش الإلهي. هذه الطبيعة التي لنا، التي كان الشاروبيم يحرس أبواب الفردوس منها، هوذا اليوم ترتفع فوق الشاروبيم! كيف يمكننا أن نعبر على حادث عظيم هكذا عبورًا سريعًا؟! لأننا نحن الذين أسأنا إلى مثل هذه المراحم العظيمة، حتى صرنا غير مستحقين للأرض ذاتها، وسقطنا من كل سلطان وكرامة، بأي استحقاق نرتفع إلى كرامة علوية كهذه؟! كيف انتهى الصراع؟! لماذا زال غضب الله؟ فإن هذا هو بحق عجيب: إن السلام قد حلّ، لا بعمل قام به الذين أثاروا غضب الله، بل الذي غضب علينا بحق هو نفسه يدعونا إلى السلام. إذ يقول الرسول: "إذًا نسعى كسفراء عن المسيح كأن الله يعظ بنا" (2 كو 5: 20). وماذا يعني هذا؟ أنه بالرغم من أننا أسأنا إليه، فإنه هو الذي يسعى إلينا ويدعونا إلى السلام. إنه حقًا هكذا، فإذ هو الله، وهو الإله المحب يدعونا إليه... انظروا إلى طبيعتنا كيف انحطت ثم ارتفعت. فإنه ما كان يمكن النزول أكثر مما نزل إليه الإنسان، ولا يمكن الصعود إلى أكثر مما ارتفع إليه المسيح. ويوضح بولس ذلك إذ يقول: "الذي نزل هو الذي صعد أيضًا". وأين نزل؟! "إلى أقسام الأرض السفلى"، وصعد إلى "فوق جميع السماوات" (أف 4: 9-10). افهموا من هذا الذي صعد؟! إنني أتأمل في عدم استحقاق جنسنا حتى أدرك الكرامة التي نلناها خلال مراحم الرب المملوءة حنوًا. فإننا لم نكن سوى ترابًا ورمادًا... لكن اليوم ارتفعت طبيعتنا فوق كل الخليقة! القديس يوحنا الذهبي الفم |
|