|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
وَفِي السَّنَةِ الأُولَى لِكُورَشَ مَلِكِ فَارِسَ، عِنْدَ تَمَامِ كَلاَمِ الرَّبِّ بِفَمِ إِرْمِيَا، نَبَّهَ الرَّبُّ رُوحَ كُورَشَ مَلِكِ فَارِسَ، فَأَطْلَقَ نِدَاءً فِي كُلِّ مَمْلَكَتِهِ وَبِالْكِتَابَةِ أَيْضًا قَائِلًا: [1] لا تعني السنة الأولى من ملكه في فارس (إيران)، بل السنة الأولى من ملكه على بابل؛ أي سنة 538 ق.م. لأنه لم يكن له سلطان على بابل (العراق) المدينة العظيمة، ولم يتخيل أحد إن فارس تحتل بابل، لأن نبوخذنصر اعتبر نفسه ملك الأرض كلها، وفارس كانت دُوَيلة صغيرة. على خلاف ملوك بابل الذين كانوا يجدون مسرتهم في إذلال الشعوب المسبية، فكانوا يحملون آلهتها إلى بابل ويقيموها كأنصبة تذكارية، كنوعٍ من الإعلان عن عجزها وهزيمتها، وكافتخار لبابل غالبة الشعوب كان ملوك مادي وفارس، خاصة كورش، يحترمون الآلهة، كما يحترمون الشعوب ما دامت تدفع الجزية وتخضع لهم سياسيًا. إذ قدم دانيال النبي النبوات لكورش، معلنًا له أن نصرته من قبل الرب، وأن ما تم سبق فتنبأ عنه الأنبياء، إلا أن عزرا يرى اليد الخفية العاملة في قلب كورش، فيقول: "نبه الرب روح كورش ملك فارس"، وكما يقول سليمان الحكيم: "قلب الملك في يد الرب، كجداول مياه حيثما شاء يميله" (أم 21: 1). الله الذي سمح لنبوخذنصر بالاستيلاء على أورشليم وهدم الهيكل وسبي الشعب لتأديب إسرائيل، هو الذي تكلم في قلب كورش ليصدر أمره بالعودة لمن يشاء، وبناء المدينة والهيكل. يقول دانيال النبي: "الذي له الحكمة والجبروت، وهو يغير الأوقات والأزمنة، ويعزل ملوكًا وينصب ملوكًا" (دا 2: 20-21). كما يقول الحكيم: "للهدم وقت، وللبناء وقت" (جا 3: 3), فقد سبق فكان وقت للهدم، والآن جاء الوقت المناسب للبناء. بعث الملك نداءً في كل مملكة، يعلن عن رغبته في بناء بيت الرب في أورشليم، شفاهًا وكتابة. كما احتفظ بنسخة من هذا المنشور في سجلات الدولة الرسمية، هذه التي ظهرت قيمتها بعد في أيام داريوس الملك (عز 6: 1). كورش: وُلد في عيلام سنة 590 ق.م، وملك في عيلام سنة 558، وفتح مادي سنة 549، وفارس سنة 548، ولود سنة 540، وبابل سنة 538، ولأن فارس كانت أهم أجزاء مملكته لُقب "ملك فارس"، وكان من أفضل الملوك القدماء في أخلاقه، كما في اقتداره في الحروب، وعُرف بسماحته الدينية. |
|