أراد يسوع أن يؤكد لنا مركزنا الحقيقي خارج نعمته أننا عبيد بطَّالون، أي عبيد لله الذين لم يوفوا حقه كما ينبغي. فإن جعلناه الأول في حياتنا، وقدمنا كل شيء لحسابه، نبقى عبيدًا مدينون له بحياتنا، نشعر في أعماقنا أننا بطّالون؛ فمن خلال نعمته صرنا أبناء له، وما نمارسه هو من نعمته المجانية، وليس ثمنًا لجهادنا الذاتي أو فضلًا منا.
وعليه حتى لو حفظنا جميع ما يوصينا الله به فإننا في ذلك لم نصنع إلاّ ما هو علينا من واجب، وإن جميع أعمالنا الصالحة لا تُكسبنا أي حق عليه تعالى. فكل ما ينعم به علينا ليس إلاَّ عطية مجانية من جوده. فإن احببنا الرب وتفانينا في خدمته وتجاوبنا مع نعمته ننال الخلاص كما صرّح السيد المسيح " مَن أَرادَ أَن يَحفَظَ حيَاتَه يَفقِدُها، ومَن فقدَ حيَاتَه يُخَلِّصُها" لوقا 17: 33).