وقالَ الرُّسُلُ لِلرَّبّ: ((زِدْنا إِيماناً))
" زِدْنا " فتشير إلى طلب التلاميذ من المسيح أن يزيد إيمانهم، ويقوِّيه فيهم. وقد نشأ هذا الطلب من وعيهم بعجزهم عن تحقيق المطالب التي وضعها يسوع امامهم لتمكينهم من العيش بهذا الثبات وهذه المغفرة "إِذا خَطِئَ إِلَيكَ سَبعَ مَرَّاتٍ في اليَوم، ورجَعَ إِلَيكَ سَبعَ مَرَّاتٍ فقال: أَنا تائِب، فَاغفِرْ له" (لوقا 17: 4). أن ما يطلبه الرب هو فوق حدود الطبيعة الإنسانية. والإيمان عطية النعمة الإلهية. وهم يعلمون "كُلُّ شَيءٍ مُمكِنٌ لِلَّذي يُؤمِن" (مرقس 9: 23). وقد مدح بولس الرسول أهل تسالونيقي، إذ أن إيمانهم ينمو (2تسالونيقي 3:1).
ويُعلق القديس كيرلس الكبير "لا تعجب إن كان التلاميذ يطلبون زيادة إيمانهم من المسيح مخلصنا جميعًا. وقد أوصاهم ألا يبرحوا أورشليم، بل ينتظروا موعد الآب حتى يلبسوا قوة من العُلى (أعمال 1: 4). وعندما حلت بهم القوة التي من العلى صاروا بالحق شجعان وأقوياء، تُظللهم حرارة الروح، يحتقرون الموت، ولا يبالون بالمخاطر التي كان غير المؤمنين يُهدِّدونهم بها، بل وصاروا قادرين على صنع المعجزات"