من أحب اللـــه من صميم القلب هذا قد عرفه اللـــه (انظر 1كو 8 : 3 ) .
فأنه بالقدر الذي يتقبل فيه أحد محبة اللـــه في ميم النفس فإنه يصبح حبيب اللـــه . لذا فإن هذا الإنسان يغدو ولعاً باستنارة المعرفة حتى العظم ولا يعود يعرف ذاته بل يغيره حب اللــه تغييراً كلياً .
مثل هذ الإنسان يكاد لا يكون في هذه الحياة لأنه مع استمرار سكناه بالجسد يهاجر بحركة نفسه إلى اللـــه بالمحبة دون انقطاع ويبقى ملتصقاً به بقلب ملتهب بنار الحب دون هوادة في نوع من شوقٍ لا يُقاوم . ذلك أن الحب الإلهي قد اقتلعه مرةً من حبه لذاته (( لأننا إن صرنا مختلين فللـــه أو كنا عاقلين فلكم )) كما يقول بولس الرسول ( 2كو 5 : 13 ) .
+++
من كتاب : مائة مقالة في المعرفة الروحية
للقديس ذياذوخوس أسقف فوتيكي