بالصواب يعلن النبي والملك داود أن أساسات مدينة الله هذه هي فوق الجبال المقدسة قائلاً: الذي أساسه في الجبال المقدسة: (مزمور 87ع1) أي أن أساس حيوة مريم وأبتداء وجودها في العالم، كان يلزم أن يوجد أسمى وأعلى قداسةً من حيوة القديسين الآخرين كافةً الذين شاخوا في البر، ثم أن النبي يتبع كلامه بقوله: الرب أحب أبواب صهيون أفضل من جميع مساكن يعقوب. ويبرهن هو نفسه السبب معلناً: لأن إنساناً ولد فيها وهو العلي الذي أسسها. أي لأن الله قد كان مزمعاً أن يصير إنساناً من المستودع البتولي الذي لهذه المدينة صهيون التي هي مريم العذراء ولهذا كان من الواجب أنه تعالى يهب هذه البتول، منذ الدقيقة الأولى التي فيها هو خلقها نعمةً مصاقبةً للدعوة والمقام والرتبة التي هو أختارها إليها، وهي أن تكون والدةً لإلهٍ هكذا كلي الكمال.*