الشاب الغني، الذي استكثر أن يتخلَّى عن أمواله ويُوزِّعها على الفقراء، أخفق أن يتبع المسيح، لأنه أحب أمواله أكثر، وهذا ما نستنتجه من قول يسوع له: "واحِدَةٌ تَنقُصُكَ بَعدُ: بعْ جَميعَ ما تَملِك ووَزِّعْه على الفُقَراء، فَيكونَ لكَ كَنزٌ في السَّموات، وتَعالَ فَاتبَعْني. فلمَّا سَمِعَ ذلك اغتَمَّ لِأَنَّه كانَ غَنِيّاً جِدّاً"(لوقا 18: 18-23). وكذلك يقول بولس الرسول أنَّ رفيقه " ديماسَ قد تَرَكَني لِحُبِّه هذِه الدُّنْيا" (2 طيموتاوس 10:4)، فأصبح بهذا عثرة وسخرية.وكثيرون ممن كانوا يتبعون يسوع سمعوا كلامه، قالوا هذا كلام قاسٍ، فمن يسمعه؟ لذا تركه الكثيرون، ولم يعودوا يمشون معه. فقال يسوع للاثني عشر:" أَفلا تُريدونَ أَن تَذهبَوا أَنتُم أَيضاً؟ أَجابَهُ سِمْعانُ بُطُرس: يا ربّ، إِلى مَن نَذهَب وكَلامُ الحَياةِ الأَبَدِيَّةِ عِندَك؟" (يوحنا 6: 67-68).
ويُعلق الراهب الدومنيكاني جان تولير
"نلاحظ أنّ عددًا كبيرًا من الناس يتبعون هذا العالم الدنيويّ من أجل نيل ألقاب سخيفة، ومن أجل تلك الغاية بالتّحديد يتخلّون عن الراحة الجسديّة، وعن مسكنهم وأصدقاءهم، كما يعرّضون أنفسهم لمخاطر الحروب... كلّ هذا من أجل كسب ممتلكات خارجيّة وحسب! الصّواب إذًا هو أن نمارس التّخلّي الكامل من أجل كسب الخير الكامل، ألا وهو الله، وبتلك الطريقة نتبع رئيسنا"