يقول المعلم الملائكي القديس توما: أن كل الأشياء التي رسمت مختصةً بالله، يلزمها أن تكون مقدسةً نقيةً طاهرةً ناجيةً من كل دنسٍ أم وصمةٍ أو عيبٍ. ومن ثم عندما كان هيأ داود الملك تلك المواد العظيمة من الجواهر والذهب والفضة والنحاس وكل ما كان يلزم لتشييد هيكل الله في أورشليم بنوعٍ لائقٍ بالرب قال: لأن هذا البنيان العظيم ليس هو لإنسانٍ بل لله رب العالمين: (سفر الأيام الأول ص29ع1) فكم اذاً بأبلغ من ذلك يلزمنا أن نعتقد بالصواب في أن خالق الكون الأعظم، حينما هيأ لأبنه الإلهي عينه أماً، قد لزم الأمر أن يجملها عز وجل بجميع تلك النعم الأثمن والأسمى، لكي تكون مسكناً لائقاً بإلهٍ.