ولعل اعظم البركات التى نتجت عن اضطهاد الكنيسة الأولى، هى إيمان شاول الطرسوسى حوالى سنة 37م... ذلك الرجل الذى كانت الغيرة تعمل في داخله بدوافع ومفاهيم فريسية خاطئة. ومن ثم جند ذاته لاستئصال شأفة المسيحية، فكان يضطهد كنيسة الله بإفراط ويتلفها (غل1: 13).
كان يحبس كثيرين من القديسين في السجون بأمر رؤساء الكهنة، وكان يعاقبهم ويضطرهم إلى التجديف... ولفرط حنقه، كان يطاردهم إلى المدن خارج أورشليم (أع26: 10، 11)... وفي إحدى حملاته الانتقامية التى جردها ضد المؤمنين في دمشق، التقي بقائد هؤلاء المسحيين ورئيس خلاصهم عند مشارف دمشق...
وكانت معركة، لكنها غير دموية وغير متكافئة سقط فيها شاول مستسلماً، وغدا أسيرا.... أسرة الرب يسوع بلطفة وحنوه وحبه حين ابرق حوله نور سماوي، وسمع صوتا يقول له " شاول شاول لماذا تضطهدني "... وحين أعلن له الرب ذاته، قال في استسلام عجيب " يارب ماذا تريد ان افعل "...
وهنا قال له الرب يسوع عما يريده ان يفعل (اع9: 1 – 6) لم ينس بولس هذه المعركة ... لم ينس ان الرب يسوع آسره يوما... ذلك الضعف الذى طالما تغنى به على انه القوة عينها... ذلك الآسر العجيب الذى عتقه وحرره، الذى كان يحلو له فيما بعد ان يعلنه " بولس... أسير يسوع المسيح " بعد هذا اللقاء الخلاصي، ظل شاول فاقد البصر ثلاثة، طواها صائما في دمشق.
بواسطة رؤيا اعلنت لتلميذ يقال له حنانيا، واخرى اعلنت لشاول نفسه، قصثد بعدها حنانيا الى حيث كان شاول نازلاً، ووضع يديه عليه فللوقت سقط من عينيه شئ كأنه قشور، فأبصر في الحال، وقام واعتمد وامتلأ من الروح القدس (اع9: 10 – 18)...
وامضى في دمشق ايامه مع المؤمنين اما " حنانيا " الذى عمد بولس، فنحن لا تعرف الكثير عنه... يذكره القديس لوقا على أنه " تلميذ اى مؤمن مسيحي (اع 9: 10)، وبصفة القديس بولس بانه رحل تقى حسب الناموس ومشهود له من جميع اليهود (اع22: 12).. ويذكره التقليد الكنسي على انه احد السبعين رسولاً واسقف دمشق.