|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
رجل الإيمان ورجل العيان فلما سمع أبرام أن أخاه سُبي جَرَّ غلمانه المتمرنين ولدان بيته .. واسترجع كل الأملاك واسترجع لوطاً أخاه أيضاً وأملاكه والنساء أيضاً والشعب ( تك 14: 14 -16) بالمُباينة مع لوط رجل العيان الذي اختار العالم نصيباً له فأصبح له أسيراً، يظهر أمامنا رجل الإيمان "أبرام" الذي يغلب العالم. لم يكن لوط مستعداً في يوم الحرب، لكن أبرام المنفصل كان على أتم استعداد للحرب هو وولدان بيته المتمرنون. كان أبرام ساكناً عند بلوطات ممرا في حبرون، وهناك بنى مذبحاً للرب، وكان هذا نصيب الشخص السماوي أن يتمتع بالشركة مع الرب في حبرون. وهذا أفضل بما لا يُقاس من كل تمتعات سدوم. والذي يسكن في حبرون يتميز بالعواطف الرقيقة نحو إخوته. فلما سمع أن أخاه قد سُبيَ، لم يحتمل الانتظار، بل قام ليلاً ليخلِّصه. ويا لها من محبة تتعب وتضحي. إنه لم يشعر بالشماتة، ولم يعتبر أن هذا نتيجة اختياره لنفسه، وأنه الحصاد الطبيعي لِما زرعه. كما أن محبته لم تكن بالكلام فقط، وكان من الممكن أن يعتذر عن التدخل لإنقاذه بحجة أنه لا يفهم في الحروب وليس عنده خبرة مُطلقاً في هذا المجال. لكنه ضحى بنفسه وبكل عبيده، وقبل المخاطرة لا لشيء إلا لينقذ أخاً في السبي. والذي يسكن في حبرون يتميز أيضاً بشجاعة الإيمان الذي يرى الله في صفه مهما كانت قوة الأعداء. والذي يسكن في حبرون له اللون الواضح المحدد أمام الآخرين. لقد قالوا عن إبراهيم "أنت رئيس من الله بيننا"، عكس لوط الذي معنى اسمه "حجاب أو غطاء"، فلم يكن له اللون الواضح، وكان يحاول أن يتشكل مع الجو المُحيط ويجاري المجتمع الفاسد الذي حوله. وأبرام الذي كان ساكناً في حبرون، كان معه ثلاثة رجال وكانوا أصحاب عهد مع أبرام، وقد ذهبوا معه للحرب "عانر وأشكول وممرا" ( تك 14: 13 ). أما الجو الذي عاش فيه لوط، فهو وسط الأشرار والخطاة لدى الرب جداً. لقد خرج أبرام للحرب من حبرون وكان معه عانر (شلال الماء الجاري) الذي يتكلم عن قوة الروح القدس "تجري من بطنه أنهار ماء حي: 0يو7: 38). كما كان معه أشكول (عنب) وهو يتكلم عن الفرح "فرح الرب هو قوتكم: ( نح 8: 10 ). وكان معه ممرا (الشبع والدسم) و"النفس الشبعانة تدوس العسل" ( أم 27: 7 ). وهذه هي عوامل النصرة. |
|