|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
نرى موسى النبي وقد انفصل عن معوقات الرؤيا الإلهية ارتفع على جبل المعرفة المقدسة، فقدمت له الوصايا الإلهية والشريعة، والآن يقدم له الرب رؤيا جديدة هي "المقدس السماوي" الذي ليس من صنع إنسان، فيه يسكن الله مع خليقته المحبوبة لديه، وقد طلب منه أن يصنع ظلًا لصورة هذا المقدس. مثالًا له للذين هم عند سفح الجبل، لكي يسكن الله في وسطهم ويهيئهم للدخول إلى المقدس السماوي. بمعنى آخر جاءت خيمة الاجتماع ظلًا لصورة السماء عينها حتى يجتاز الشعب إلى العهد الجديد فيدخلون صورة السماء أو عربونها، وأخيرًا ينطلقون في الحياة الأبدية إلى كمال المسكن السماوي. هذا ما عبر عنه الأب ميثوديوس إذ قال: [تنبأ اليهود عن حالنا، أما نحن فنتنبأ عن السمويات؛ حيث أن الخيمة هي رمز للكنيسة، وأما الكنيسة فهي رمز السمويات ]. كما يقول: [أمر العبرانيون أن يزينوا الخيمة كمثال للكنيسة، حتى يستطيعوا خلال المحسوسات أن يعلنوا مقدمًا صورة الأمور الإلهية. فإن المثال الذي ظهر لموسى في الجبل، والذي التزم به عندما أقامها كان نوعًا من التمثيل الحقيقي للمسكن السماوي الذي نراه الآن بأكثر وضوح مما كان قبلًا خلال الرموز، لكنه يحسب قاتمًا عندما نرى الحقيقة كما هي. لأنه حتى الآن لا تسلم الحقيقة للبشرية كما هي في الحياة الحاضرة، لأنها لا تقدر على رؤية الأمور الخالدة النقية، كمن لا يستطيع التطلع إلى أشعة الشمس. أُعلن لليهود ظلال صورة السمويات، فنالوا ثلث الحقيقة؛ أما نحن فعاينا صورة النظام السماوي، ولكن بعد القيامة فتتمثل الحقيقة واضحة عندما نرى المسكن السماوي، المدينة التي صانعها وباركها الله (عب 11: 10)، نراها وجهًا لوجه وليس في الظلمة ولا خلال جزيئيات (1 كو 13: 12) ]. هذا ما كشفه لنا الرسول بولس في سفر العبرانيين عندما اقترب بالروح إلى الخيمة في خشوع وإجلال ليراها "شبه السمويات وظلها" (عب 8: 5)، تعلن أسرار عمل الله وسط شعبه، أمور لا يصوغ له أن يتكلم عنها بالتفصيل (عب 9: 5). |
|