ما أهم وجود المؤمن فعلاً في المقادس. هذا ما يضبط فكر المؤمن، وهو ما يحتاج إليه كل مؤمن حقيقي أشد الاحتياج. فالخاطئ الذي لا علاقة له بالله، هو أعمى لا يرى الأمور الإلهية ولا الأمور الأبدية على الإطلاق. وأما المؤمن مقطوع الشركة مع الله، فمع أنه ليس أعمى كُلية، إلا أنه «أعمى قصير البصر». هذا ما حدث بالفعل مع آساف. كان يرى الموضوع من زاوية واحدة هي التي صوَّرها له عدو النفوس؛ أما الآن، بعد أن دخل المقادس، فقد صار يرى الأمر من كل جوانبه. لقد حدث ضبط لتفكيره. أو بحسب تعبيره هو «انتبهت» (ع17).