|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
وإِذا قامَ رَبُّ البَيتِ وأَقَفَلَ الباب، فوَقَفتُم في خارِجِه وأَخَذتُم تَقرَعونَ البابَ وتقولون: يا ربُّ افتَحْ لَنا، فيُجيبُكُم: لا أَعرِفُ مِن أَينَ أَنتُم، " لا أَعرِفُ مِن أَينَ أَنتُم "فتشير إلى رد رب البيت. ورب البيت هو رمز الرب الذي لا يعرف هؤلاء الناس الذين يعتقدون انهم عملوا كل ما بوسعهم لدخول الملكوت وانهم يستحقون، وذلك على خطى الفرّيسي، كما ورد في مثل الفريسي والعشار (لوقا 18: 9-13)، فالخلاص مجاني عبر نعمة صليب المسيح. ويأتي فقط من تواضع الإنسان أمام الله، وخير مثال على ذلك مريم التي تقرأ حياتها على ضوء عمل الله فيها قائلة: "َإنَّه [القدوس] نَظَرَ إِلى أَمَتِه الوَضيعة" (لوقا 1: 48). وهي بذلك تُنسب كل خير وصلاح تمَّ في حياتها إلى الله ورحمته: "لأَنَّ القَديرَ صَنَعَ إِليَّ أُموراً عَظيمة" (لوقا 1: 49). فالذين "وَقَفوا في خارِجِ الباب "هم في الواقع خطأة لم يحبوه، بل أحبوا أنفسهم واحبوا العالم. هؤلاء لم يعرفوا طريق الرب في حياتهم، لذلك لم يعرفهم الرب في مجيئه الأخير، بمعنى أنه يُحسبهم كمن هم غير مستحقِّين أن يكونوا في معرفته، هم خارج نور بهائه ومجده؛ وقد علَّق القديس ايرونيموس "عند الدينونة لا يعرف الرب الخاطئ بل البار". "يعرف الرب من له، بمعنى أنه يتقبلهم في شركة قويَّة بسبب أعمالهم الصالحة" كما يقول القديس باسيليوس الكبير. |
|