القديس يوحنا الذهبي الفم
"أنا الرب إلهك إله غيور"
قال الله هذا لكي نتعلم شدة حبه. فلنحبه كما يُحبنا هو، فقدم ذخيرة حب كهذه. فإننا إن تركناه يبقى يدعونا إليه، وإن لم نتغير يؤدبنا بغضبه، ليس من أجل التأديب في ذاته. أُنظر ماذا قال في حزقيال عن المدينة محبوبته التي احتقرته: "هأنذا أجمع جميع محبيك ضدك، وأسلمك ليدهم فيرجمونك بالحجارة ويذبحونك، فتنصرف غيرتي عنك، فأسكن ولا أغضب بعد" (راجع حز 16: 37-42). ماذا يمكن أن يقال أكثر من هذا بواسطة محب متقد احتقرته محبوبته، ومع هذا يعود ويحبها مرة أخرى بحرارة؟! لقد فعل الله كل شيء لكي نحبه، حتى أنه لم يشفق على ابنه من أجل أن نحبه، ومع هذا فنحن متراخون وشرسون .