يوصي يسوع اتباعه أيضا عدم إعارة الاهتمام للخيرات الأرضية بقوله "بيعوا أَموالَكم وتَصَدَّقوا بِها (لوقا 12: 33) ولا تعني أن نبيع كل شيء ونفتقر، بل أن نتوقف عن التعلق بها أو الاعتماد عليها. والصدقة وهي وسيلة للتغلب على خطر الغنى، وهي تخلي عن كنوز العالم وتقديمها للفقراء كي يحفظوها لنا في السماء. قد حثَّ يسوع أن نقتدي بالوكيل الداهية الّذي استخدم المال بسخاء كي يصنع له أصدقاء وضمن لنفسه مستقبلاً سعيداً "اِتَّخِذوا لكم أَصدِقاءَ بِالمالِ الحَرام، حتَّى إِذا فُقِدَ قَبِلوكُم في المَساكِنِ الأَبَدِيَّة" (لوقا 16: 9).
يرتبط العطاء السخي بالتصدّق – تقديم المساعدة الماديّة للمحتاجين. أولئك الّذين يحصلون على الصدقات يصبحون أصدقاءكم لأنّكم تكونون رحماء معهم وقت عوزهم، تماماً كما أنّ الربّ رحيماً معكم وقت حاجتكم بمغفرته ومعونته. ويُعلق القديس أوغسطينوس على لسان سيدنا يسوع المسيح "أعطني خيرات هذا العالم وسأردّ لك كنوز السماء. أعطني الثروات الماديّة وسأقيمك على الممتلكات الأبديّة" (العظة 123).