بعد أن أكد الرب لموسى أنه يحرر الشعب من العبودية، ذكر الكتاب أسماء بيت آبائهم...وكأن الرب يريد أن يؤكد أنه ليس فقط يهتم بالشعب كجماعة، لكنه يهتم بكل واحد فيهم باسمه. علاقة الله مع شعبه دائمًا على المستوى الجماعي والشخصي في نفس الوقت، في رعايته لهم كجسد السيِّد المسيح الواحد المقدس، شعرة واحدة من رأس الجماعة لا تسقط بدون إذنه!
لقد وجد بعض الآباء معانٍ كثيرة لهذه الأسماء، نذكر على سبيل المثال ما رآه العلامة أوريجانوس(117) في أسماء بني قورح: أسير وألقانه وأبيأساف (6: 24)، هؤلاء الذين نظموا صلاة تسبحة جميلة بروح واحد منسجم، جاءت مقدمتها: "كما يشتاق الإيل إلى جداول المياه هكذا تشتاق نفسي إليك يا الله" (مز 42)، أما سرّ انسجامهم معًا في الصلاة والتسبيح فهو أن أسير يعني "تعليم" وألقانه تعني "ملكية الله" وأبيأساف في رأيه ترجع لليونانية وتعني مجمع الأب، وكأنه إذ تكون النفس كقورح ويكون لها هؤلاء الأبناء معًا: حب التعلم المستمر، والشعور بالتكريس لله أي في ملكيته، والارتباط بروح الجماعة الواحدة، يفيض في القلب قصيدة حب وصلاة مقبولة يفرح بها الله.