|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
أخبرت العذراء الجموع عن الرسالة التي استلمتها من رئيس الملائكة جبرائيل وبلغها فيها قرب انتقالها إلى السماء، واثباتا لذلك أرتهم غصن النخل الفردوسي الذي كان يشع كالشمس وبنور سماوي، فأجهش المؤمنون بالبكاء والعويل واستعطفوا السيدة الرحيمة أمهم جميعا أن لا تتركهم يتامی، فوعدت بان لا تتركهم يتامى بعد مغادرتها، وأنها سوف تزور العالم وتساعد المحتاجين وتحامي عن الملتجئين إليها في النكبات والأحزان. وأمرت بأن يُعطى ثوباها لأرملتين فقيرتين خدمتاها بإخلاص وتتناولان غذاءهما منها. وأوصت بأن يدفن جسدها الطاهر عند جبل الزيتون في بستان الجثسمانية حيث دفن أبواها يواكيم وحنة وخطيبها القديس يوسف، الذين تقع قبورهم في وادي يهوشافاط بين أورشليم وجبل الزيتون. بينما كانت والدة الإله تعمل هذه الترتيبات، سمعت فجاءة ضجيج كالرعد، وسحابة منيرة أحاطت في البيت، فبأمر الله خطف الرسل المنتشرون في أنحاء العالم وأحضروا جميعهم إلى أورشليم عدا الرسول توما وأُوقفوا أمام باب البيت الذي تقيم فيه والدة الإله. فرح الرسل عندما شاهدوا بعضهم بعضا وتعجبوا متسائلين. لماذا جمعنا الرب مع بعضنا في هذا المكان؟ خرج إليهم القديس يوحنا اللاهوتي وحياهم بدموع الفرح، ثم أخبرهم عن سرعة مغادرة الكلي قدسها والدة الإله. عندها عرف الرسل لماذا جمعهم الرب من مختلف انحاء العالم ليحضروا ويشاهدوا ويشاركوا في دفن جسد الفائقة القداسة. دخلوا البيت وشاهدوا والدة الإله جالسة على فراشها، فحيوا أم الحياة بهذه الكلمات: "مباركة أنت من الرب الذي صنع السماء والأرض" فأجابت السيدة "السلام لكم أيها الأخوة الذين اختارهم الرب بنفسه ثم سألتهم كيف وصلوا هنا؟ فأجابوا أنهم بقوة روح الرب كل واحد أُخذ من المكان الذي كان يبشر فيه بالإنجيل، فمجدت الله الذي استجاب لصلاتها وحقق رغبتها لمشاهدة الرسل القديسين قبل ساعة موتها. وفي خلال ذلك حضر الإناء المختار القديس بولس الرسول، ووقع على قدمي والدة الإله وفتح فمه بتمجيدها قائلاً "إفرحي يا أم حياتي وو عظي" وقد وصل مع بولس الرسول تلاميذه المقربين منه، وهم القديس ذيونيسيوس الأريوباغي، القديس إيروثيوس، الرسول تيموثاوس وغيرهم من الرسل السبعين، جمعهم كلهم الروح القدس حتى يروا والدة الإله ويأخذوا بركتها، ثم دعت جميع الرسل واحدا واحدا وكل باسمه و غبطتهم على إيمانهم وأتعابهم في البشارة بيسوع المسيح، ثم صلت من أجل سلام العالم. ثم قالت لهم وهي فرحة "أمكثوا قليلا يا أولادي لكي أودعكم لأنني اليوم سأذهب إلى ابني الحبيب. فبكوا جميعهم وقال لها القديس يوحنا اللاهوتي بلسان الرسل القديسين "يا سيدتي والدة الإله ووالدتي، لقد تركك ابنك الحبيب تعزية لنا، وأنت ستتركيننا الآن، فمن في هذا العالم سيكون معزيا لنا؟ من الذي سيقودنا ويرشدنا؟ من يبقى لنا ليشجعنا إن أنت تركتنا؟ ثم قالت لهم "إسهروا وصلوا معي حتى عندما يأتي الرب ليستلم روحي، يجدكم سهرانين. فوعدوا بذلك جميعهم وصلوا طوال الليل بتسابيح ومزامير" عندها بكت السيدة وقالت "لا تحزنوا يا أولادي ، ومع أنني سأذهب إلى ابني الذي هو صديقكم، فسوف لا أتخلى عنكم ولا عن الذين يدعوني وسوف أكون شفيعة ووسيطة لجميع المسيحيين أمام ابني الحبيب. لذلك لا تبكوا يا أصدقاء ورسل ابني وإلهي، بل إفرحوا لأني ذاهبة إليه. لقد جهزت جسدي بنفسي للدفن، فأودعوه أرض الجسمانية. ثم عودوا بعد ذلك للتبشير في الإنجيل، وبمشيئة الرب سوف ترونني بعد مغادرتي، وسأبقى معكم أقويكم وأعزيكم في محنكم وأحزانكم". ☦︎♡ من كتاب حياة السيدة العذراء ☦︎♡ |
|