|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
موسى في طفولته، فيتحدث معلمنا بولس الرسول عن والديه كبطلي إيمان قائلًا: "بالإيمان موسى بعدما وُلد أخذه أبواه ثلاثة أشهر لأنهما رأيا الصبي جميلًا ولم يخشيا أمر الملك" (عب 11: 23). ونحن أيضًا بالله الذي ينظر في الخفاء إلى أعمالنا يلزمنا أن نخفي كل فضيلة حتى لا تصير فريسة لفرعون (إبليس) وتبتلعها أمواج النهر. يرى القديس يوحنا الذهبي الفم(33) كيف أخرج الله من أمر فرعون بركة لموسى، إذ يقول: [لو لم يلقَ الأطفال في النهر لما خلص موسى، ولا نشأ داخل القصر حين كان في أمان لم يكن في كرامة]. لكنه حينما أُلقي به في النهر صار في كرامة ورأى القدِّيس في كل الأحداث حتى العنيفة ضد أولاد الله استخدمها الرب كجزء من خطته لخلاصهم. سفط من البردي: يقول الكتاب: "ولما لم يمكنها أن تخبئه بعد، أخذت له سفطًا من البردي وطلته بالحمرة والزفت، ووضعت الولد فيه ووضعته بين الحلفاء على حافة النهر" [3]. يرى القديس غريغوريوس أسقف نيصص أن موسى وهو يمثل الحياة الفاضلة التي تلدها الإرادة الحرة خلال ألم الطلق والمرارة، لا بُد أن يوضع في سفط من البردي أو في تابوت من ألواح متنوعة، لكي تبقى هذه الحياة الفاضلة في أمان من أمواج النهر(34). هذا السفط هو "التعلم"، فالإنسان الذي يهتم على الدوام أن يتعلم ويكون له شوق للمعرفة الروحية المتجددة النامية، إنما يكون كموسى محفوظًا من كل التيارات المهلكة. لا تقدر الأمواج أن تبتلعه بل تدفعه نحو الشاطئ بعيدًا عن الاضطرابات(35). دموع أمه:كان السفط هو الحافظ الظاهر للطفل، أما دموع أمه فكانت الحافظ المستتر. في هذا يقول القديس غريغوريوس النيسي: [من يهرب من مثل هذه الأمور يلزمه أن يقتدي بموسى، ولا يكف عن الدموع، فإنه إن كان في أمان داخل التابوت، لكن تبقى الدموع هي الحارس القوي لمن خلص بالفضيلة(36)]، إن دموع التوبة هي الحارس لكل فضيلة خفية داخل القلب، والسند لها حتى لا يفترسها عدو الخير. |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
طمأنينة المسيح وقت طفولته ( مز 22: 9 ) |
هو الفريد من طفولته إلى رجولته |
صور البابا تواضروس الثاني في طفولته |
أين كان المسيح بين طفولته وبداية بشارته |
ده البرادعى فى طفولته |