|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
أَمَّا أَنا فأَقولُ لَكم: مَن غَضِبَ على أَخيهِ استَوجَبَ حُكْمَ القَضاء، وَمَن قالَ لأَخيهِ: ((جاهِل)) اِستَوجَبَ حُكمَ المَجلِس، ومَن قالَ لَه: ((يا أَحمَق)) اِستَوجَبَ نارَ جَهنَّم. "جَهنَّم " في الأصل اليوناني γέεννα مشتقة من العبرية גֵּיהִנּם وهي مركّبة من كلمتين عبريّتين أي "داخل هنوم". وهِنُّوم هو وادٍ هنّوم في اورشليم كانت تُقرَّب فيه مُحرقات أولاد إكراما للإله مولك (2 أخبار 28: 21). وفي هذا الوادي أجاز أحاز الملك (2 ملوك 16: 3) ومنسي الملك (2 أيام 33: 6) أولادهما بالنار، ونزع يوشيَّا الملك حرمة هذا الوادي (2 ملوك 23: 10)، فتحوّل الى مزبلة دائمة الاشتعال لحرق نفايات المدينة. وأصبح الوادي صورة للهلاك الأخير ورمز لعنة (ارميا 7: 31)، بل لعنة أبدية استعمله إنجيل متى عشر مرّات ليدل بها على الهلاك والعذاب الأبدي. وأراد يسوع في هذه الآية ان يُشدِّد على ما تتضمنه وصية القتل كما يوضحه يوحنا الرسول " كُلُّ مَن أَبغَضَ أَخاه فهو قاتِل وتَعلَمونَ أَنْ ما مِن قاتلٍ لَه الحَياةُ الأَبدِيَّةُ مُقيمَةٌ فيه" (1 يوحنا 3: 15). نرى ان الديانة المسيحية تأمر باللطف والرقة والإنسانية نحو الجميع وتعلم ان خلاصة جميع الوصايا هي المحبة. لا يقول يسوع إن فلانا يستوجب الموت، بل يعلن أنه يخضع لحكم إلهي "مع أَنَّهم يَعرِفونَ قضاءَ اللهِ بِأنَّ الَّذينَ يَعمَلونَ مِثلَ هذِه الأَعمالِ يَستَوجِبونَ المَوت، فهُم لا يَفعَلوَنها فحَسبُ، بل يَرضَونَ عنِ الَّذينَ يَعمَلوَنها" (رومة 1: 32). |
|