فأَجابَه: ((لا أُريد)). ولكِنَّه نَدِمَ بَعدَ ذلك فذَهَب.
" نَدِمَ" في الأصل اليوناني μεταμεληθεὶς (معناها الاسف على فعل ما) فتشير الى شعور الفرد بالذنب لتصرفاته وأقواله. ويعتبر الندم شرطاً لقبول التوبة. فالابن الذي قال في البدء "لا" عاد الى نفسه وصحّح موقفه وغيّر رأيه وتاب، إذ ذهب الى الكَرْم وعمل فيه برضى وأمانة كما امره ابوه، وعلى هذا المنوال جرى العشارون والزناة بالتوبة والطاعة عند تبشير يوحنا المعمدان كما شهد المسيح لهم "فَقَد جاءَكُم يوحَنَّا سالِكاً طريقَ البِرّ، فلَم تُؤمِنوا بِه، وأَمَّا العشَّارونَ والبَغايا فآمَنوا بِه. وأَنتُم رَأَيتُم ذلك، فلَم تَندَموا آخِرَ الأَمرِ فتُؤمِنوا بِه" (متى 21: 32). إذا ندم الانسان وتاب قبله الله، وبرهان التوبة ليس الكلام بل العمل. فالندامة هي الطريق للدخول في الملكوت، وقد ردّدها يسوع مرتين في هذا المثل (متى 21: 29، 32).