ليس من دون حجةٍ راهنةٍ يهتف بلوسيوس المتعبد لها صارخاً: ترى من هو ذاك الأحمق والتعيس معاً الذي لا يحبكِ يا مريم، أنتِ التي هي بهذا المقدار موضوعٌ شهي للمحبة، وحسنة المكافأة لمحبيكِ، فأنتِ في حال الشك والأرتياب والقلق، تنيرين عقول أولئك الذين يلتجئون اليكِ حين شدائدهم، وتعزين الحزان الذين يتكلمون عليكِ عند وجودهم في الأخطار، وتسعين كل من يدعوكِ مستغيثاً بكِ، فأنتِ هي بعد أبنكِ الإلهي خلاص عبيدكِ الأمنا الأكيد، فالسلام عليكِ اذاً يا رجا الميؤوسين، يا معونة المهملين، أنكِ لقادرةٌ على كل ما تشائين يا مريم، لأن أبنكِ يريد أن يكرمكِ بصنيعه حالاً كل ما تريدينه منه.*