فإِنِّي أَقولُ لكم: إِن لم يَزِدْ بِرُّكُم على بِرِّ الكَتَبَةِ والفِرِّيسيِّين،
لا تَدخُلوا مَلكوتَ السَّموات.
"بِرِّ الكَتَبَةِ والفِرِّيسيِّين" فتشير الى البر عن طريق الاعمال وليس عن طريق الايمان كما جاء في تعليم بولس الرسول "في حينِ أَنَّ إِسرائيلَ الَّذي كانَ يَسْعى إِلى شَريعةِ بِرٍّ لم يُدرِكْ هذه الشَّريعة. ولِماذا؟ لأَنَّه لم يَنتَظِرِ البِرَّ مِنَ الإِيمان، بل ظَنَّ إِدْراكَه بِالأَعمال، فصَدَمَ حَجَرَ صَدْم" (رومة 9: 31-32) " انهم جَهِلوا بِرَّ الله وحاوَلوا إِقامةَ بِرِّهم فَلم يَخضَعوا لِبرِّ الله" (رومة 10: 3)، حيث الزم الكتبة والفريسيين الناس بحفظ حرف الشريعة وابتعدوا عن روحها، وخاصة في تسع قضايا: القتل، والزنى والطلاق، والقسم، والانتقام، والمحبة والصدقة والصلاة والصوم. (متى 5: 20-6:4). وأكَّد بولس الرسول ذلك بقوله "اليَهودِيُّ هو بِما في الباطِن، والخِتانُ خِتانُ القَلْبِ العائِدُ إِلى الرُّوح، لا إِلى حَرْفِ الشَّريعة. ذاكَ هو الرَّجُلُ الَّذي يَنالُ الثَّناءَ مِنَ الله، لا مِنَ النَّاس (رومة 2: 29).