|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
ظهور أيقونة "العذراء المُرضِعة" في الفنّ المسيحيّ المُبكّر: +++++++++++++++++++++++++++++++++ هذه الأيقونة هي تجسيدٌ ملموس ومرئيّ لصرخة المرأة التي امتدحت السيد المسيح ووالدته القديسة، فيما كان يعظ ويكرز بملكوت الله: "وفيما هو يتكلّمُ بهذا رَفعت امرأةٌ من الجَمعِ صوتها وقالت له: طوبى للبَطنِ الذي حَمَلكَ والثَديينِ اللّذينِ رَضِعتهما" (لوقا27:11). وانطلاقاً من خلفيّة معرفتنا للبدعة الدوسيتيّة التي ظهرت في القرن الأول الميلادي، والتي قالت باتّخاذ المسيح لجسدٍ غير حقيقي بل "ظاهريّ" أو "وهميّ" أو خياليّ"... نشأ في القرون الأولى للمسيحية تصويرٌ أو رسومات تُظهر السيدة العذراء تحتضن المسيح طفلاً بين ذراعييها وتُرضعه من صدرها، كأسلوبٍ من الردّ على البدعة الدوسيتيّة، ووسيلة لدحض هذه الهرطقة وفكرها الغنوصيّ، مؤكّداً على حقيقة تجسّد المسيح واتّخاذه جسداً بشرياً حقيقياً كاملاً (وليس ظاهرياً أو وهمياً) وأنه ككلّ الأطفال احتاج للعناية ولأن يرضع وينام... حيث كان هذا النمط التصويريّ شائعاً كثيراً في المسيحية المُبكّرة، ويشهد على ذلك جِداريّة تعود الى القرن الثالث الميلادي في سِرداب بريسيلّا في روما، وهو يُصوّر العذراء تَحتضن الطفل يسوع وهو يرضع من ثديها، ويقف مقابلها أحد الأنبياء غير معروفه هويته بالضبط! ويعتقد البعض أنه قد يكون أشعيا النبي صاحب نبؤة حَبَل وولادة العذراء لعَمّانوئيل - أي الله معنا - (انظر اشعيا فصل 7). (ملاحظة: السراديب أو الدياميس، هي عبارة عن المقابر الرومانية التي كانت محفورة على شكل أنفاق وممرّات تحت المدن، وقد استخدمها الرومان لدفن الموتى، وفي القرون الثلاثة الأولى من المسيحية حيث كان المسيحييون مضطهدين من قبل الدولة الرومانية، كان يلجؤون اليها في الليل ليلتقوا مع بعضهم البعض في السرّ بعيداً عن عيون السُلطة الحاكمة، لاقامة اجتماعاتهم الدينية وسماع الوعظ والتعليم وإقامة القداس الالهي وتناول جسد الرب ودمه. ولا تزال بقايا هذه السراديب موجودة تحت مدن مثل روما والإسكندرية، وهي غنيّة بالأثار والرسومات على جدرانها والتي استخدمها المسيحيون الأوائل للتعبير عن ايمانهم وعقيدتهم مثل: الصليب، السمكة، الخبز، المرساة، سنابل القمح وعناقيد العنب، الراعي الصالح...الخ). |
|