أنه كائن أعلى فعلاً بما لا يُقاس، لكن لا يعزله كماله عن العالم، وفي نفس الوقت يتميز عنه بعلو فائق وسمو غير مُدرك في علوه أو كماله المتسع جداً وفي قداسته الفائقة المطلقة، فهو لا يُقارن بآخر قط: "هوذا عبيده لا يأتمنهم وإلى ملائكته ينسب حماقة؛ السماوات غير طاهرة بعينيه" (أيوب 4: 18؛ 15: 15)
وطبيعة حضور الله، هو حضور أبوي فاعل، بمعنى أنه لا يحضر لأجل الحضور ذاته، أو لكي يستعرض قوته أمام الإنسان الضعيف، لأنه ليس مثل أي إنسان في لقاءه مع الآخرين، بل لو تتبعنا خبرة حضوره على مر التاريخ في الكتاب المقدس فنجده:
+ أنه هو الإله المخلِّص الحاضر مع شعبه، شعبه الذي رأى عمله فالتمس حضوره من جهة الخبرة في الواقع العملي المُعاش: "أنتم رأيتم ما صنعت بالمصريين. وأنا حملتكم على أجنحة النسور وجئت بكم إلىَّ. فالآن أن سمعتم لصوتي وحفظتم عهدي تكونون لي مملكة كهنة وأمة مقدسة" (خروج 19: 4 – 6)