سأل بعض الأخوة شيخًا: ”لماذا لما أتى على أنبا موسى قتال الزنى لم يقدر أن يبقى في قلايته حتى ذهب إلى أنبا إيسيذورس الذي لما أراه الملائكة والشياطين تشجع للقتال وعاد إلى قلايته“؟ فأجاب الشيخ: ”كل إنسان يحاربه شيطان الزنى بقدر قياس تدبيره، فالذي يحاربه الزنى زمانًا طويلًا في أفكاره وهو يجاهد ضدّه بالصلاة والنسك ويغلب الأفكار، فإن الشياطين تحاربه علنًا في حواسه ويصوِّرون له بشرًا وحيوانات تفسق أمامه بجميع القبائح، وأحيانًا تحيط به شياطين كثيرة ويغصبونه على أن يميل إلى وجع الزنى، فإذا اشتدّ هذا القتال على المتوحد في الهدوء فعليه أن يصبر، وبعد أن ينتصر في هذا القتال يضيء في ذهنه النور المقدس كما يقول الآباء وينال نعمة الطهارة. فلأن أنبا موسى كان يرى خيالات الشياطين القبيحة، لذلك كشف له أنبا إيسيذورس منظر الملائكة فنال عزاءً وشجاعةً كثيرةً وعاد إلى قلايته بفرح“.وكإنسان اختبر ذلك يقول فيما بعد محذّرًا من اليأس: "الذين يريدون أن يقتنوا الصلاح وفيهم خوف الله فإنهم إذا عثروا لا ييأسون بل سرعان ما يقومون من عثرتهم وهم في نشاط واهتمام أكثر بالأعمال الصالحة".