|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
القديس موسى في حديث له فيما بعد يقول في رسالة أرسلها إلى أنبا "نومين": أنى أفضل خلاصك بخوف الله قبل كل شيء طالبا أن يجعلك كاملا بمرضاته حتى لا يكون تعبك باطلا بل يكون مقبولا من الله فتفرح .. لأننا نجد أن إذا ربحت تجارته كثر سروره وكذلك الذي تعلم صناعته إذا ما أتقنها كما ينبغي ازداد فرحه متناسيا التعب الذي أصابه، وذلك لأنه قد أتقن الصنعة التي رغب فيها ومن تزوج امرأة وكانت عفيفة صائنة لنفسها فمن شأنه أن يفرح قلبه. ومن نال شرف الجندية فمن شأنه أن يستهين بالموت في حربه ضد أعداء ملكه وذلك في سبيل مرضاة سيده. وكل واحد من أولئك الناس يفرح إذ ما أدرك الهدف الذي تعب من أجله فإذا كان الأمر هكذا من شئون هذا العالم فكم وكم يكون فرح النفس التي قد بدت في خدمة الله عندما تم خدمتها حسب مرضاة الله؟. الحق أقول لك إن سرورها يكون عظيم لأنه في ساعة خروجها من الدنيا تلقاها أعمالها وتفرح لها الملائكة إذا أبصروها وقد أقبلت سالمة من سلاطين الظلمة لأن النفس إذا خرجت من جسدها رافقتها الملائكة وحينئذ يلتقي بها أصحاب الظلمة كلهم ويمنعونها عن المسير ملتمسين شيئا لهم فيها. والملائكة وقتئذ ليس من شأنها أن يحاربوا عنها، لكن أعمالها التي عملتها هي التي تحفظها فتستر عنها منهم. فإذا تمت غلبتها بأعمالها تفرح الملائكة حينئذ ويسبحوا الله معها حتى تلاقى الرب بسرور، وفي تلك الساعة تنسى جميع ما انتابها من أتعاب. فسبيلنا أيها الحبيب أن نبذل قصارى جهدنا ونحرص بكل قوتنا في هذا الزمن القصير على أن نصلح أعمالنا وننقيها من كل الشرور عسانا نخلص بنعمة الله من أيدي الشياطين المتحفزين للقائنا إذ إنهم يترصدون لنا ويفتشون أعمالنا أن كان لهم فينا شيء من أعمالهم لأنهم أشرار وليس فيهم رحمة، فطوبى لكل نفس لا يكون لهم فيها مكان فإنها تفرح فرحًا عظيمًا. |
|