القديس موسى يندفع بكل قوته مجاهدًا ضد الشر وحروب الفكر، إذ رجع إلى قلايته منفردًا وممارسًا أنواعًا كثيرة من إماتة الجسد، وقيل عنه أنه مارس النسك في البداية بغيرة شديدة، فكان لا يأكل سوى الخبز المبلول مرة واحدة عند الغروب، بالرغم الجهد الشاق الذي كان يبذله رغبة منه في إخماد ثورة جسده الذي كان يتمرد عليه كثيرًا، إذ كان يشعر باشتعال الشهوات داخله في يقظته أو الأحلام التي تقلقه، وكلما أراد محاربتها طاردته تلك الأشباح الدنسة.