|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
فما معنى أعمال الناموس؟ كانت الديانة اليهودية قد تداعت. فالوصايا التي أعطاها الله أخذ الكهنة والكتبة يضيفون إليها إضافات تزايدت بمرور الزمن. وبتزايدها ماتت الروح وتحولت إلى أوامر ونواهي ظاهرية شكلية حلّت محل الله الحي. ألم يقل عنهم رب المجد "إِنَّهُمْ يَحْزِمُونَ أَحْمَالًا ثَقِيلَةً عَسِرَةَ الْحَمْلِ وَيَضَعُونَهَا عَلَى أَكْتَافِ النَّاسِ"؟ (متى 23: 4) واستكمل هذه الكلمات بثماني ويلات أولها أنهم "يغْلِقُونَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ قُدَّامَ النَّاسِ..." (متى 23: 13-36). كذلك أعلن لهم أنهم تركوا وصية الله وتمسكوا بكلام الناس، "لأَنَّكُمْ تَرَكْتُمْ وَصِيَّةَ اللهِ وَتَتَمَسَّكُونَ بِتَقْلِيدِ النَّاسِ" (مرقس7 : 1-13) وبولس الذي عرف دقائق الناموس عرف أن من استطاع أن ينفذها كلها حرفيا نال الخلاص، ومن لم يستطع هلك. فأصبح الله قاضيًا قاسيًا من الصعب حصر شرائعه ومن الصعب تنفيذها. وهو لذلك قال لبطرس قدام الجميع: "إن كنت وأنت يهودي تعيش أمميًا لا يهوديًا فلماذا تُلزم الأمم أن يتهوّدوا"؟ وهكذا بدأ بولس الصراع للفصل بين المسيحية واليهودية منذ أن كان في أنطاكية واستمر يصارع في هذا السبيل مع الغلاطيين. وأكد أن الصليب قام حدًا فاصلًا بين أعمال الناموس وبين الحرية التي حررنا بها السيد المسيح الذي ليس فيه يهودي ولا يوناني ليس عبد ولا حر ليس ذكر ولا أنثى بل الجميع واحد فيه. |
|