|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
ما مِن أَحَدٍ يَستَطيعُ أَن يَعمَلَ لِسَيِّدَيْن، لأَنَّه إِمَّا أَن يُبغِضَ أَحَدَهُما ويُحِبَّ الآخَر، وإِمَّا أَن يَلزَمَ أَحَدَهُما ويَزدَرِيَ الآخَر. لا تَستَطيعونَ أَن تَعمَلوا لِلّهِ ولِلمال. "المال" في الاصل اليوناني μαμωνᾷ (معناها ما هو ثابت وأمين)، وفي الآرامية "ماموناه " (معناها المخبّأ أو المطمون) فتشير إلى المُقتنيات الماديّة بشكل عام، وما يعتزّ به الإنسان من مال وثروة، لكن مفهومها تطوّر للدلالة على المال كإله وسلطان يستعبد قلب الانسان (لوقا 16: 9)، وبالتالي الى عبادة المال كما جاء في تعليم بولس الرسول " الطَمَعٍ هو عِبادَةُ الأَوْثان" (قولسي 3: 5). ويؤكد الحكماء أنه باطل الاعتماد على الغنى "مَنِ اْتَكَلَ على غِناه يَسقُط" (أمثال 11: 28)، وفي الواقع يبدو المال تجاه الله أنه إله كاذب، أي إنه صنم يتعبّد له الانسان، وبالتالي يُشكل خطراً عليه. ولكن عندما نعطي المال نتغلب على الخطر. لذلك نسمع يسوع يدعو الشاب الغني ان يتبعه بهذه لكلمات "إِذا أَرَدتَ أَن تكونَ كامِلاً، فاذْهَبْ وبعْ أَموالَكَ وأَعْطِها لِلفُقَراء، فَيكونَ لكَ كَنزٌ في السَّماء، وتَعالَ فاتبَعْني" (متى 19: 21). ويُعلق القديس ايرونيموس "الشيطان يَعد بمملكة وغنى ليحطّم الحياة، والرب يَعد بالفقر لكي يحفظ الحياة!" |
|