نعود إلى الفرح لننشد مع داود النبي قوله: "جعلت الرب أمامي دائماً فإنه عن يميني لئلا أتزعزع. لذلك فَرِح قلبي وتهلّل لساني حتى إن جسدي سيرقد على رجاء" (مز8:16-9).
في هذا النص/ كما في غيره من بين عشرات المزامير التي تتحدث عن الفرح/ نجد أن داود اكتشف هذا السر العظيم للفرح. فالفرح الحقيقي أعمق من السعادة الخارجية. فيمكن أن نشعر بالفرح في وسط أشد الصعاب، بل ونملكه بالرغم من وجود هذه الصعاب. فالسعادة الخارجية وقتية لأنها مبنية على الظروف الخارجية، أما الفرح فدائم لأنه مبني على وجود الله في داخلنا. نشعر بسببه بالشبع والامتلاء مع تأملاتنا بوجوده اليومي في حياتنا. وهذا يدعونا //إن كان الفرح يهمنا// أن نبني حياتنا على الله، وليس على الظروف.