منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 25 - 09 - 2012, 09:25 PM
الصورة الرمزية Marina Greiss
 
Marina Greiss Female
..::| VIP |::..

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Marina Greiss غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 14
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : USA
المشاركـــــــات : 20,933

يقول القديس أمبروسيوس في حديثه عن مشاركتنا في موت الرب على الصليب(1):
يقول القديس بولس الرسول:
+ «لأن لي الحياة هي المسيح، والموت هو ربحٌ» (في 1: 21).

+ ليته يكون لنا نحن أيضاً، كتدريب يومي، الانحياز الدائم للمشاركة في موت الصليب؛ حتى إذا ما رذلنا الشهوات الجسدية، تختبر النفس كيف تأنف منها، وتكون كأسيرة في السموِّ، حتى لا تستطيع أن تراودها أو تسود عليها الشهوات الأرضية. فالنفس تقبل برضا شِبه الموت حتى لا تسري عليها عقوبة الموت.
+ «مَن يُنقذني من جسد هذا الموت؟ أشكر الله بيسوع المسيح ربنا» (رو 7: 25،24).
+ إن لنا طبيباً شافياً، فليتنا نستعمل الدواء الذي يُقدِّمه لنا. وهذا الدواء هو نعمة المسيح. وجسد الموت هو جسدنا. فليتنا، إذن، نكون غرباء عن أجسادنا لئلا نكون غرباء عن المسيح. ورغم أننا نعيش في الجسد، فليتنا لا نتبع مشورات الجسد، ونرذل كل مطاليبه، ونشتهي مواهب النعمة.
+ «لي اشتهاء أن أنطلق وأكون مع المسيح، ذاك أفضل جداً. ولكن أن أبقى في الجسد، ألزم من أجلكم» (في 1: 24،23).
+ ولكن ليس الجميع يحسُّون بهذه الحاجة إلى الرب يسوع. أما أنا فأعتبر الموت ربحاً لي لكي لا أُخطئ فيما بعد. وإن كنتُ أبقى في الجسد، فلكي أحب أخي أكثر وأشتاق إليه أكثر جداً... لقد جعلتني يا أخي لا أخاف الموت، وأصبحتُ أودُّ أن أموت معك، هكذا اشتهى النبي المدعو بلعام كأقصى خير يتمناه لنفسه حينما قال: «لتَمُت نفسي موت الأبرار، ولتكُن آخرتي كآخرتهم» (عد 23: 10).
وفي الحقيقة، إنه اشتهى ذلك تبعاً لروح النبوَّة، لأنه حينما رأى قيامة المسيح، رأى أيضاً نصرته، رأى موته على الصليب، بل رأى فيه أيضاً قيامة البشرية إلى الأبد؛ لذا لم يَخَف من أن يموت، لأنه كان سيحيا ثانية. فليت نفسي لا تموت في الخطية ولا تقبلها، بل لتَمُت في البر حتى ما تقبل برَّه، لأن مَن يموت في المسيح يصير شريكاً في نعمته بالمعمودية.
+ إذن، فالموت ليس موضوع خوف ولا مرارة للمعوزين، ولا كراهة أيضاً للأغنياء، ولا قساوة للشيوخ، ولا علامة جُبن للشجعان، ولا آلامه دائمة بالنسبة للمؤمنين، ولا هو غير متوقَّع للحكماء؛ لأنه كَم من أُناس تقدَّسوا فقط من أجل تذكُّر أمر موتهم. وكم من أُناس خزوا من حياتهم فوجدوا الموت ربحاً لهم. ونحن نعلم كيف نَجَت أُممٌ بموت شخص واحد! وكيف هربت جيوش بموت قائدهم الذي عجز عن غلبة الأعداء في أثناء حياته!
+ بموت الشهداء تدعَّمت العقيدة، وازداد الإيمان، وتَقوَّت الكنيسة. لقد انتصر الذين ماتوا؛ أما المُضطهِدون فقد غُلِبوا على أمرهم. وهكذا نحن، فإننا نحتفل بموت أولئك الذين حياتهم مجهولة لنا. وداود أيضاً فَرِح حينما تنبَّأ بانطلاق نفسه الخاصة بقوله: «كريمٌ أمام الرب موت قدِّيسيه» (مز 116: 15). لقد حَسِبَ الموت أفضل من الحياة. وموت الشهداء نفسه هو مكافأة حياتهم، وبموتهم أيضاً - على اختلاف صُوره - كفَّت الكراهية عن أن توجد بعد.
+ وماذا نقول أيضاً؟ إنه بموت الواحد قد افتُدِيَ العالم. والمسيح لم يحاول أن يتحاشى الموت، ولم يَهَبْه، ولم يكن ممكناً أن يُخلِّصنا بوسيلة أفضل من الموت. وهكذا فموته هو حياة الكل. ونحن قد ارتسمت علينا علامة موته (التي هي الصليب الذي نرسمه على ذواتنا في مواقف كثيرة من حياتنا). نحن نُظْهِر قوة موته حينما نُصلِّي، ونُعلِن عن موته حينما نُقدِّم الذبيحة؛ لأن موته صار نصرة لنا، موته هو سِرُّنا، موته هو التمجيد السنوي الدائم للعالم.
+ وحقّاً لم يكن الموت من طبيعة الإنسان، ولكنه أصبح طبيعياً، لأن الله لم يفرض على الإنسان الموت أولاً بل أعطاه إيَّاه كعلاج. فليتنا نتنبَّه لئلا يكون دوره بالعكس، لأنه لو كان الموت حسناً في ذاته، فلماذا إذن قد كُتِبَ أنه: «ليس الموت من صُنْع الله... لكن المنافقين جلبوا الموت بأيديهم وأقوالهم» (حكمة 1: 16،13). وحقّاً لم يكن الموت جزءاً ضرورياً من العمل الإلهي، لأن مَن وُضِعوا في الفردوس كانوا مغمورين دائماً بجميع الخيرات. ولكن من أجل تعدِّي الإنسان، ابتدأ يَشْقَى بأتعاب غير محتمَلة، حتى كان من اللائق أن يضع حدّاً للشرور فيستعيد الموتُ ما فقدته الحياة، لأنه لو لم تُشرق النعمة على الخلود لكان الخلود عبئاً ثقيلاً أكثر منه ميزة نافعة.
+ وإن كُنَّا نتأمل جليّاً، فإن الموت ليس لكياننا بل للشر، لأنه لكي يستمر كياننا، يلزم أن الشر هو الذي يبيد...
+ فليتنا، إذن، نتحرر من أن نخطئ فيما بعد، لأننا كُنَّا هكذا بلا خطية سابقاً! ولكن نفس هذا الأمر هو برهان على أن الموت ليس لكياننا، وأننا سنكون نفس الأشخاص كما كُنَّا. وهكذا فنحن، إما سندفع عقوبة خطايانا، أو نبلغ إلى مجازاة أعمالنا الصالحة. لأن نفس الكيان سيقوم ثانيةً، ولكن الآن أكثر كرامةً لأن المسيح قد دفع ضريبة الموت، وحينئذ: «الأموات في المسيح سيقومون أولاً، ثم نحن الأحياء الباقين سنُخطف جميعاً معهم في السُّحُب لملاقاة الرب في الهواء» (1تس 4: 17،16).

رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
عند الصليب يَكمل تمثيل القديسة مريم للكنيسة، كقول القدّيس أمبروسيوس
قوة الصليب للقديس اثناسيوس
رفع الصليب الداخلي للقديس ثيوفان الحبيس
عن الصليب – للقديس يوحنا الدمشقي
رفع الصليب الداخلي للقديس ثيوفان الحبيس


الساعة الآن 01:19 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025