وكانتِ الجُموعُ الَّتي تَتقدَّمُه والَّتي تَتبَعُه تَهِتف:
هُوشَعْنا لابنِ داود! تَباركَ الآتي بِاسمِ الرَّبّ! هُوشَعْنا في العُلى!
"بِاسمِ الرَّبّ" فتشير الى يسوع المتسربل بسلطان الرب والذي أوكل الرب إليه اعلان مشيئته. أمَّا عبارة "هوشَعْنا في العُلى" فتشير الى تمجيد يسوع تمجيدا يبلغ السماء ارتفاعا. وتدل العبارة أيضا على ان يسوع أتى من السماء وتجسَّد ليرفعنا فيه للعلى (يوحنا 13:3). فالمسيح بشفاعته حملنا للسماء فأضحى لنا سلاما مع السماء، وتمجَّد في الأعالي. وبعد قيامته فهم التلاميذ الكثير من النبوءات التي اخطأوا فهمها مدة طويلة. هل سنبقى آمنين في السير مع المسيح حتى الجلجلة ام نتشبه بهؤلاء التلاميذ والجموع الذين ساروا وراء يسوع في يوم الشعانين بسبب تلك المعجزات التي كان يصنعها ثمّ توقفوا عن السير معه فيما بعد متناسين ما قاله يسوع "مَن أَرادَ أَن يَتبَعَني، فَلْيَزْهَدْ في نَفسهِ ويَحمِلْ صَليبَهُ كُلَّ يَومٍ ويَتبَعْني" (لوقا 9: 23). ويُعلق كتاب الاقتداء بالمسيح: "إن ليسوع تبّاعًا كثيرين يرغبون في ملكوته السماوي، أما حاملو صليبه فقليلون. كثيرون يكرّمون معجزاته، أما الذين يتبعونه في عار الصليب فقليلون. كثيرون يحبّون يسوع ما دامت المحن لا تنتابهم. كثيرون يسبّحونه ويباركونه، ما داموا يحصلون على بعض تعزياته. ولكن أذا توارى يسوع وتركهم قليلاً، سقطوا في التذمّر أو في فشلٍ مُفرط". بالصّليب نشترك في فداء العالم وخلاصه ونسير في طريق القداسة والكمال.