أَنا الخبزُ الحَيُّ الَّذي نَزَلَ مِنَ السَّماء مَن يَأكُلْ مِن هذا الخُبزِ يَحيَ لِلأَبَد.
والخُبزُ الَّذي سأُعْطيه أَنا هو جَسَدي أَبذِلُه لِيَحيا العالَم
" جَسَدي أَبذِلُه لِيَحيا العالَم" فتشير الى البُعد الفدائي الذي يمتاز به موت يسوع. لم يحببنا الله بالكلام بل أخذ جسدًا حقيقيًا. لقد "احتاج" إلى جسد كي يبذل نفسه من أجل الإنسانية ويُخلّصها. وهكذا كشف المسيح هنا عن نيَّته في بذل جسده على الصليب كفارة عن الخطايا. فالمسيح لم يُخلص الناس بمجرّد تجسُّده بل بموته على الصليب بدلا عنهم لكي ينالوا الغفران والمصالحة مع الله وموهبة الحياة الأبدية. وهذا وفق ما أنبأ به أشعيا (فصل 53) ويوحنا المعمدان من ان المسيح هو "حمل الله" (يوحنا 1: 36)، وهو الفصح الحقيقي "فقَد ذُبِحَ حَمَلُ فِصْحِنا، وهو المسيح" (1 قورنتس 5: 7) وما الإفخارستيا إلاَّ ذبيحة المسيح نفسها على الصليب لكي نأكل خبز الحياة ـ وما خبز الحياة الاَّ تناول جسد الرب ودمه؛ ومن هذا المنطلق، هناك صلة بين يسوع، مصدر الحياة وبين موته، كما صرّح: “الرَّاعي الصَّالِحُ يَبذِلُ نَفْسَه في سَبيلِ الخِراف (يوحنا 10: 11).
الأب لويس حزبون - فلسطين