|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
كنت في الاسكا عندي قضية. وبعد ما خلصت رحت المطار علشان اخد الطيارة واروَّح. كان معايا التذكرة في جيبي وخلاص رايح اعمل الإجراءات. وفجأة طلع في وشي قسيس وقال لي "باقولك إيه؟ أنا ممكن اوفر لك فلوسك." قلت له "ازاي بقى؟" قال لي انا عندي طيارة صغيرة هنا وممكن اخدك فيها اوصلك." شكرته جداً علشان كان معايا واحد محامي تاني بس هو قعد يلح عليَّا فقبلت ورحت معاه وأنا مش مصدق نفسي في القرار اللي اخدته ده. وطلعنا على مكان الطيارة بتاعته اللي كان على الأقل شكلها بيلمع وحلو وطلعنا فيها وقعد هو قدام وانا جنبه والمحامي قعد ورانا. دوَّر الموتور وابتدا يتحرك بينا ولحد هنا كله تمام. فقلت له تحب نصلي؟ قال لي احنا مش متعودين نعمل كده بس مفيش مانع تصلي المرة دي. ولقيت نفسي باصلي مدة حوالي ٨-٩ دقايق. وبدأنا نطير وكانت كل حاجة جميلة ومفيش مشاكل خالص. وبعد ثلاث اربع دقايق حاجة حصلت عمري ما هانساها. الطيار اتدور ناحيتي وقال "احنا داخلين على غيمة وانا ماقدرش اطير جوة الغيم. انا بيغمى عليَّا لما ده يحصل." وانا لسه بافتح بقي في اندهاش من اللي قاله، لقيت عينيه بتلف وسط راسه وأغمى عليه فعلاً. قعدت اشد فيه واهزه واقوله "انت لازم تفوق علشان اقتلك" لكن مفيش فايدة. احنا جوة طيارة طايرة من غير طيار. زميلي قالي "احنا خلاص هنموت. نعمل إيه دلوقت؟" بصيت لقيت راديو فاخذته واديتهوله وقلت له اطلب نجدة. قعد يقول "آلو آلو" واحنا طبعاً ماعندناش فكرة ايه اللي بيتقال في لحظات زي دي. وفجأة لقينا حد بيرد علينا وهو مستغرب من نداءنا فقلنا له عن وضعنا. ماكانش مصدقنا وبعدين قال انه هيفضل يلف حوالينا علشان ما يفقدناش لحد ما يطلب هيئة طوارئ اللي ممكن وحدها تساعدنا. بعد ٥ دقايق لقيناهم بيندهوا علينا وقالوا لنا انهم فهموا موقفنا. والحاجة اللي لا يمكن انساها انهم قالوا لنا "احنا وظيفتنا نوصلكم بالسلامة. لكن الشرط هو انكم توعدوني انكم تطيعوا صوتي. انتم مش قادرين تشوفوني بس انا شايفكم. ولو ما سمعتوش لصوتي هتموتوا." ولما الواحد يكون مش شايف حاجة لا تتخيلوا بيكون تايه ازاي. وابتدا يقول لنا انه شايفنا واننا على بُعد اربع دقايق من جبل عالي ولازم نتأكد اننا سامعينه والا هنصطدم بيه ونموت. المهم نتبع صوته. وفهمت علطول إنه من غير صوته ده، ماعنديش ولا حاجة. ولا حاجة. (ومن غير صوت ربنا انت ماعندكش حاجة. ولا حاجة.) أخيراً عرف يدينا تعليمات نلف ازاي وبعد ساعة ونص اخلى المنطقة حوالينا. وقال لنا اسمعوا. الدنيا صعبة قوي حواليكم والجو بشع. بس انا عايزكم تسمعوني كويس. مش لازم تسمعوا صوت العاصفة اللي برة الطيارة. بس اسمعوا صوتي. لو بدأتم تشوفوا العاصفة، هتموتوا. ولقينا بعض الطيارين اللي في المنطقة عمالين يدخلوا على الراديو بتاعنا ويشجعونا. قعدوا يقولوا لنا "ياشباب احنا بنصلي لكم وهتوصلوا بالسلامة بس بنرجوكم اسمعوا الصوت. بس اسمعوا الصوت. خليكوا واثقين فيه." كلنا مدركين ان دماغنا مليانة اصوات وكل الناس عايزة تتكلم معاك وتتحكم فيك لكن ربنا بيقولك انا عايزك تسمع صوتي انا وبس. الجو كان من سىء لأسوأ بس اخيرا الصوت قال لنا انا هاقودكم دلوقت لممر الهبوط. وقال لنا اننا هنشوف انوار بس لازم نشوف نور على هيئة صليب وده اللي المفروض نهبط عليه. قعد يقول لنا اوعوا تنسوا؛ الصليب هو سكة المرواح للبيت. وأخيراً عرف يخلينا نهبط واحنا لسه مش شايفين حاجة بس هو عمال يقول لنا "خليكوا معايا". الكتاب بيقول "خرافي تسمع صوتي وتتبعني". وأخيراً قربنا من الصليب المنور وهبطنا بالطيارة ييجي سبع مرات. وأخيراً وقفت الطيارة. وفي اللحظة دي صحي الطيار. وسمعنا الصوت بيقول لنا "شكراً لإنكم سمعتوني. انا باشوف ناس كتير بتصطدم وتولع فيها النار علشان مش بيسمعوا صوتي. مش فاهمين إني انا دايماً شايفهم حتى وهمَّا مش شايفني. هم بتجيلهم اصوات في دماغهم ويتبعوها فيقتلوا نفسهم. قتل ذاتي. شكراً لسماعكم لصوتي. ونزلونا بعدها في غرفة في فندق وحوالي الساعة ٤ صباحاً لقيت خبط على الباب ولما فتحت لقيت راجل واقف بيقول لي "إنت ديڤيد؟" ووانا لسه بارد عليه لقيت نفسي باقوله "وإنت الصوت. انت الصوت اللي وصلنا بالسلامة؟" قال لي "أيوة. أنا هو". انت مدرك انك في يوم من الايام هتقف قدامه (قدام ابوك السماوي) وتقول "إنت الصوت. انت الصوت اللي وصلني البيت بالسلامة." لو انت مش حاطط نفسك على المذبح كذبيحة حية هتلاقي دماغك مليانة أصوات. احنا بنتسأل ليه الاولاد بيتوهوا وليه الجوازات بتفشل والرب بيقول لنا "أنا هو الصوت. خليك معايا. ماتسمعش اللي بيدور في راسك وخليك معايا. ماتبصش على العاصفة وخليك معايا وانا هاعبر بيك." النهاردة انت عندك اله وعد انه هيوصلك بالسلامة. اسمع لصوته. “خِرَافِي تَسْمَعُ صَوْتِي ، وَأَنَا أَعْرِفُهَا فَتَتْبَعُنِي. وَأَنَا أُعْطِيهَا حَيَاةً أَبَدِيَّةً، وَلَنْ تَهْلِكَ إِلَى ٱلْأَبَدِ ، وَلَا يَخْطَفُهَا أَحَدٌ مِنْ يَدِي.” (يوحنا ١٠: ٢٨،٢٧). |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
اتباهي بيك قدام الشمس قدام القمر قدام النجوم |
اشفعي لكل مطرود ومشرد ومظلوم قدام ابنك |
هتيجي اللحظة اللي هتقف فيها قدامة |
الخدمة عمرها ما هتقف على حد |
لااصحاب الجملة دى الخدمة عمرها ما هتقف على حد |