الالام والقيامة وابن الله:
لا يكفل للمسيح لقب ابن الله مصير مجد ارضي، بل لزاما على المسيح كابن الانسان ان يموت حتى يصل الى مجده كما جاء في الانجيل " وبَدأَ يسوعُ مِن ذلِكَ الحينِ يُظهِرُ لِتَلاميذِه أَنَّه يَجِبُ علَيهِ أَن يَذهَبَ إِلى أُورَشَليم ويُعانِيَ آلاماً شَديدة مِنَ الشُّيوخِ وعُظَماءِ الكَهَنَةِ والكَتَبَة ويُقتَلَ ويقومَ في اليومِ الثَّالث"(متى 16: 21). ولن يُكشف هذا اللقب حقيقته إلاّ بالآلام والقيامة. ولدى موت المسيح تبدّد كل التباس، فاعترف فيه قائد المائة " كانَ هذا الرَّجُلُ ابنَ اللهِ حَقّاً!" (مرقس 15: 39). وفي مخاطبته الله الذي يدعوه " أَبَّا، يا أَبَتِ" (مرقس 14: 36)، ظهرت ألفة عميقة بين الله والمسيح، وهذ الآلفة تتطلب "المعرفة" المتبادلة الكاملة والمشاركة الشاملة " قد سَلَّمَني أَبي كُلَّ شَيء، فما مِن أَحَدٍ يَعرِفُ الابنَ إِلاَّ الآب، ولا مِن أَحدٍ يَعرِفُ الآبَ إِلاَّ الابْن ومَن شاءَ الابنُ أَن يَكشِفَه لَه "(متى 11: 25-27). وهكذا يعطي يسوع المعنى كاملا على التصريحات الالهية " أَنتَ ابنِيَ الحَبيب، عَنكَ رَضيت " (مرقس 1: 11).