كان القديس فرنسيس دي بورجيا في اول امره احد أشراف مملكة أسبانيا ، وكان لهذا الأمير امرأة تدعى ايزابيل ، فاقت نساء عصرها بحسنها وجمالها ، فتعلق بها قلب فرنسيس تعلقاً شديداً بهذه الخليقة وأحب جمالها حباً أشغل جميع أفكاره وعواطفه . فأراد الله في جزيل رحمته ان يُظهر لفرنسيس بُطلان هذا الجمال المخلوق ليستولي هو وحده على قلبه عوض هذه الخليقة ويرشدهُ الى محبة الجمال الأزلي غير المخلوق ، ، فأنتظر لهذا التغيير موت ايزابيل الملكة . فأراد فرنسيس ان يرافق الجثة الى قبر الملوك في غرناطة ، ولما بلغ النعش مقرهُ وأزيح عنه لتحقيق الجثة وجدها فرنسيس في غاية السماجة والقباحة فضلاً عن نتانتها الكريهة ، فأنتبه إذ ذاك من سباته وعرف بطلان الجمال الأرضي وندم غاية الندم على ترك قلبه يتعلق بخليقة حقيرة لا تولي محبتها سلاماً وراحة. ثم عزم عزماً مكيناً على هجران الدنيا وتخصيص قلبه بمحبة يسوع لا غير وبهذه المحبة أضحى قديساً جليلاً وظفر بالسعادة الدائمة.