فنحن البشر لسنا بمجرد أرواح. لكننا بشر من دم ولحم. ونحتاج إلى طعام كل يوم. كما نحتاج إلى ملابس تتناسب مع فصول السنة. ويجب أن نتشارك بمعداتنا وأدواتنا؛ ويجب أن نعمل معا؛ ويجب أن نعمل عملا مشتركا لا أن يعمل كل فرد منا لنفسه. وإلا لن نتحد أبدا في محبة المسيح، ولن نصبح أبدا قطيع المسيح، أي مجتمع يسوع المسيح، الذي يقف في العالم قائلا: «آن الأوان لوجوب تغيّر الأمور كليا. وآن الأوان ليتوقف الفرد عن العيش مجرد لنفسه. وآن الأوان لوجوب انبثاق مجتمع من الأخوة والأخوات».
فهذه هي الطريقة التي يريدنا بها يسوع أن نطرح عنا همومنا وقلقنا. لكن مع ذلك، فنحن المسيحيين نتوقع من الناس أن يكون لديهم إيمان حتى في أكثر المواقف المستحيلة، وفي الظروف التي يفنون فيها تقريبا من جراء الحاجة والحالة المزرية، وعندما يسكنون في أكواخ متهرئة، ولا يعلمون كيف يبعدون الذئب عن باب بيتهم. أما نحن فنمرّ عليهم وننادي: «آمنوا فقط!» لكن الصراخ في خضم ضيق كهذا قائلين: «آمنوا! وكل شيء سيكون على ما يرام، فالسماء في انتظاركم!» إنما هو مطلب غير منطقي لا يمكن أن يُنَفّذ، مثلما يشدّد الإنجيل على ذلك:
ماذا يَنفَعُ الإنسانَ، يا إخوَتي، أنْ يَدَّعيَ الإيمانَ مِنْ غَيرِ أعمالٍ؟ أيَقدِرُ هذا الإيمانُ أنْ يُخلِّصَه؟ فلَو كانَ فيكُم أخٌ عُريانٌ أو أُختٌ عُريانةٌ لا قوتَ لهُما، فماذا يَنفَعُ قَولُكُم لهُما: «إِذهَبا بِسَلامٍ! استَدفِئا واشبَعا»، إذا كُنتُم لا تُعطونَهُما شيئًا مِمّا يَحتاجُ إلَيهِ الجَسَدُ؟ وكذلِكَ الإيمانُ، فهوَ بِغيرِ الأعمالِ يكونُ في حَدِّ ذاتِهِ مَيتًا. ورُبَّما قالَ أحَدُكُم: «أنتَ لكَ إيمانٌ وأنا لي أعمالٌ»، فأقولُ لَه: «أرِني كيفَ يكونُ إيمانُكَ مِنْ غَيرِ أعمالٍ، وأنا أُريكَ كيفَ يكونُ إيماني بأَعمالي». (يعقوب 2: 14- 18).